سجلت عدسة كاميرا قبل فترة صورة لشاحنة تحمل صخورا كبيرة حملتها من مواقع بعض المشاريع المنفذة في أم القرى، لتلقي بها على ضفاف أحد الوديان القريبة، وكانت الصخور مكشوفة ظاهرة للعيان لا يردها عن الوقوع على من خلفها من السيارات أي شيء مع أن وقوع الصخور محتمل جدا من تلك الشاحنات وسقوطها على الشارع، وقد سبق لسائقي الخاص وكان قادما للتو من وطنه أن سار خلف شاحنة محملة بالصخور وتحرى أن يترك بينه وبينها مسافة معقولة حتى لا تقع الصخور في حالة سقوطها على مقدمة السيارة وتهشم زجاجها ورأسه الصغير ولكنه مع ذلك فوجئ بعد انطلاق الشاحنة إثر فتح الإشارة وبعد سيرها بمسافة، بصخرة ضخمة تحط أمامه على الشارع فحاول تفاديها فلم يستطع لوجود سيارات أخرى تحيط به يمنة ويسرة فقام باستخدام الكابح ولكنه وصل إلى الصخرة، وركبها وصكته السيارة التي خلفه لأنه توقف فجأة ولم تكن المسافة بين السيارتين كافية لتمكين صاحب السيارة الأخرى من تفادي الاصطدام به، ولما أبلغني بالحادث سألته عما فعله مع سائق الشاحنة ففهمت أن سائقها استمر في سيره غير عابئ بما فعله وربما غير عالم به لأنه كان يدندن وقتها بأغنية أوردية أو أنه كان محلقا في الفضاء، فسحبنا السيارة وأصلحناها بسبعة آلاف ريال ونحن نهنئ سائقنا على أنه لم «يفطس» تحت الصخرة وقلنا له: في الحديد ولا فيك يا صديك! وقد رأيت من قبل بأم عيني والله على ما أقول شهيد عشرات الشاحنات الحاملات للصخور تجوب شوارع أم القرى في طريقها إلى الوديان والذي يستحي من السائقين يضع على الصخور غطاء أزرق اللون من البلاستيك الخفيف وهو قطعا لا يرد الصخور المتساقطة ولا حتى الأحجار وإنما قد يرد الغبار ولذلك لا بد من إجبار سائقي تلك الشاحنات على إغلاق باب صندوقها الحديدي إغلاقا تاما لا يسمح بسقوط أي صخرة صغيرة كانت أم كبيرة وأن تكون الحمولة أقل من ارتفاع الصندوق لا أعلى منه وأن تغطي بعد ذلك بغطاء لمنع تطاير الغبار أما هذه الفوضى بحجة أن السيارات مؤمن عليها ضد الآخرين فهذا يعين على الاستهتار بالأنظمة والأرواح وحقوق الطريق... وبالله التوفيق.