كشف ل(عكاظ) أمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب الدكتور علي بن تميم أن جائزة الشيخ زايد تقوم على هدف ثقافي بحت بعيدا عن الجهوية والاتجاهات الفكرية والأيديولوجية، مؤكدا أن منح الجائزة للفائزين مبرأ من أي تحيزات مذهبية أو طائفية أو فكرية، ومنحها أو حجبها يخضعان لموقف نقدي فني وآراء موضوعية تنبثق من جدة الكتاب وتبني الابتكار والتحليل والجمع بين الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى أن الجائزة قامت على أساس تشجيع الكتاب والنشر والاحتفاء بالمؤلفين إلا أنه لا يمكن لكل من تقدم للجائزة أن ينالها، موضحا أن الأعمال تمر بلجان فرز ثم تعلن القائمة الطويلة للمرشحين، ثم تخضع الأعمال لدراسة من أربعة محكمين في كل فرع ثم تعد تقارير منهم وترفع لأمانة الجائزة ثم تعلن القائمة القصيرة ثم تتم المفاضلة وفق معايير صارمة ودقيقة، وعن شخصية العام الثقافية قال: سيتم الإعلان عنها يوم 14 أبريل في مؤتمر صحفي وستكون شخصية اعتبارية لها إسهامها المؤسسي أو الشخصي في خدمة قضايا الفكر والثقافة والمعرفة، وعن منحها لسياسيين قال بن تميم: تقييم عمل السياسي يحتاج إلى وقت طويل جدا ولذا لم يتم منحها على مواقف سياسية، يذكر أن جائزة هذا العام للآداب فاز بها الروائي والصحفي الفلسطيني أسامة العيسة عن روايته (مجانين بيت لحم) من إصدار نوفل - هاشيت أنطوان - بيروت 2013، ويرى بن تميم أنه عمل روائي مميز ومتخم بسيرة المكان وتتبع تغيراته من خلال موضوعة الجنون التي احتفى بها العمل وصورها على نحو يؤرخ لحقبة فكرية في العالم العربي، مشيرا إلى أن مجانين بيت لحم عمل يستلهم أساليب السرد التراثية، إضافة إلى أنه يفيد من وسائل تقنيات السرد المعاصرة ويمزج مزجا إبداعيا بين التاريخ والتحقيق الصحفي، وبين الواقعي والغرائبي، وتظهر الشخصيات على نحو ثري والحكايات الفرعية متناغمة مع الحكاية الأم، لافتا إلى أن جائزة الترجمة والثقافة العربية في اللغات الأخرى فاز بها البروفيسور الياباني هاناوا هاروو لترجمة ثلاثية نجيب محفوظ (قصر الشوق 2012)، (بين القصرين 2011)، و(السكرية 2012) من منشورات كوكوشو كانوكاي، اليابان، مؤكدا أن ترجمة ثلاثية نجيب محفوظ إلى اللغة اليابانية والتي أنجزها الباحث إنجازا معرفيا يتجاوز مسألة البعد اللغوي، لتكون بمثابة حوار حضاري بين الثقافتين العربية واليابانية نظرا لما تنطوي عليه الترجمة من أبعاد تتعلق بالتاريخ الاجتماعي الخاص بمصر وثقافتها، وما شهدته من تحولات مجتمعية منذ عشرينات القرن الماضي حتى الخمسينات، وكشف عن فوز كتاب (تأثير الليالي العربية في الثقافة اليابانية) للمؤرخ والكاتب سوغيتا هايدياكي من اليابان، بجائزة فرع الثقافة العربية في اللغات الأخرى، والكتاب من منشورات إيوانامي شوتن، طوكيو 2012، ويتناول الكتاب تطور نظرة اليابانيين للثقافة العربية بعيون يابانية منصفة وغير منفعلة بمقولات الاستشراق ورصد كتاب (الليالي العربية) التأثير في مختلف جوانب الثقافة اليابانية الحديثة والمعاصرة، منذ إصلاحات الإمبراطور التنويري المايجي (1868 - 1912) وبعد الحرب العالمية الثانية في أدب الأطفال عند اليابانيين، وفي الروايات اليابانية والمسرح، والسينما، والآداب، والفنون، وكتب الرحلات، والترجمة، والدراسات المقارنة وغيرها من حقول المعرفة في اليابان، مضيفا أن جائزة فرع النشر والتقنيات الثقافية فازت بها الدار العربية للعلوم ناشرون من لبنان كون الدار ظلت منذ تأسيسها قبل ثلاثين عاما تصدر عن مشروع معرفي، وهذا المشروع يتمثل في الحرص على نشر الكتابات العلمية والفكرية والإبداعية التي تسهم في حركة التنوير، وترتقي بوجدان القارئ العربي، من خلال نشر الأعمال العلمية والفكرية والإبداعية واعتنائها بالجديد والجاد مع توجهها إلى مختلف الشرائح العمرية، واهتمامها بالترجمة عن اللغات الحية ومشاركتها في المعارض التي تقام في شتى أنحاء العالم العربي والعالم، وأبان بن تميم أن مجلس أمناء الجائزة رأى حجب الجائزة في فروع (التنمية وبناء الدولة) و(الفنون والدراسات النقدية) و(المؤلف الشاب) و(أدب الطفل والناشئة) كون الأعمال المشاركة لم تحقق المعايير العلمية والأدبية ولم تستوف الشروط العامة للجائزة، وهنأ بن تميم الفائزين بمختلف فروع الجائزة مؤكدا أنهم استحقوا الفوز عن جدارة، خاصة أن الجائزة تسعى إلى تكريس المنجزات الإبداعية، والاحتفاء بالمبدعين من المؤلفين والمفكرين والناشرين المتميزين والمواهب الشابة الذين كان لكتاباتهم وترجماتهم في مجال العلوم الإنسانية دور مهم في الارتقاء بالثقافة والآداب والحياة الاجتماعية العربية وإغنائها علميا وموضوعيا، مؤكدا أن اختيار الفائزين بدورة الجائزة لهذا العام جاء بعد مراحل مطولة من الدراسات الموضوعية والدقيقة والمراجعة المستفيضة من جانب لجنة الفرز والقراءة ولجان التحكيم والهيئة العلمية للجائزة ومجلس أمنائها، والتي تم خلالها فرز الأعمال المشاركة من 31 دولة عربية وأجنبية، ضمن قائمة طويلة وأخرى قصيرة، ويمنح الفائز بلقب شخصية العام الثقافية ميدالية ذهبية تحمل شعار جائزة الشيخ زايد للكتاب وشهادة تقدير بالإضافة إلى مبلغ مليون درهم إماراتي، في حين يحصل الفائزون في الفروع الأخرى على ميدالية ذهبية وشهادة تقدير، إضافة إلى جائزة مالية بقيمة 750 ألف درهم، وسيتم تسليم الجوائز للفائزين خلال حفل متزامن مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب المزمع عقده بين 7 و13 مايو المقبل. من جهته أوضح عضو جائزة الشيخ زايد الدكتور محمد الصفراني أن غياب الأسماء السعودية عن الفوز بالجائزة لا يعني عدم تقدمها، موضحا أن التقدم للجائزة شخصي أو من خلال دور النشر إذا تضمن العقد مع المؤلف شرط التقدم للجوائز، مشيرا إلى أن معايير التحكيم دقيقة ومنضبطة وخالية من أي تأثيرات جغرافية أو أيديولوجية، لافتا إلى أن بعض النقاد الكبار والمؤلفين السعوديين ربما يتحرجون من التقدم للجوائز بأنفسهم، داعيا إلى مراجعة القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد للتعرف على تنوع المتقدمين للجائزة، فيما أبدى الفائز بجائزة الآداب الروائي الفلسطيني أسامة العيسة سعادته بحصوله على جائزة الشيخ زايد، فرع الآداب، مؤكدا أنه في كتابته منحاز للمهمشين والبسطاء، لأنه واحد منهم، لذلك الكتابة بالنسبة له مشروع حياة، وليس لديه أية حياة خارج الكتابة، مشيرا إلى أنه يعمل على موضوعاته الصحافية بأسلوب الروائي، فيما يشتغل على أعماله الروائية بأسلوب الصحافة وتقنياتها كون الصحافة توفر له الفرصة للعمل الميداني، وهو ما يحتاجه كل عمل أدبي، مؤملا إنتاج كتابات تقدم الفلسطيني إنسانا ومكانا على أسس معرفية وإبداعية.