من عجائب التاريخ أن نسمع عن بائع لنبتة القات المخدرة في جبال صعدة يبيع القات المراني والرازحي (نسبة إلى بلدة مران ورازح) ثم نراه في غفلة من الزمن يسطو على مهام وصلاحيات رئيس البلاد الفعلي في القصر الجمهوري بصنعاء، هذا هو محمد علي الحوثي الذي يرأس اللجنة الثورية التي أعلنت انقلاب اليمن هذا العام، والذي لم تعترف به أي دولة محترمة في العالم. كبقية تجار المخدرات الذين يستخدمون الأموال الطائلة التي تتدفق عليهم من تجارة الموت والدمار للشعوب لتمويل تجارة أخرى لا تقل خطورة وخسة ألا وهي تجارة السلاح الذي يستخدم لإرهاب الشعوب وتقتيلهم وحرق بيوتهم كما حدث في مدن كثيرة في اليمن الحبيب بأيدٍ حوثية وعميلة جبانة. القات كما هو معلوم وحسب إحصائية لمنظمة الصحة العالمية دمر اقتصاد اليمن وشبابهم، وجلب للكثيرين مشكلات صحية عديدة ومنها لا للحصر أمراض نفسية كالاكتئاب والقلق وحتى الذهان، إلى جانب تسببه بأنواع مختلفة من السرطانات في الفم والدم نتيجة رش أوراقه بمبيدات حشرية محرمة دوليا لكي تبدو أوراقه خضراء جذابة، ولا تتورع هذه الجماعة برشها على المحاصيل لأن همها الأساسي هو المال الذي تستطيع من خلاله تنفيذ أجندتهم وأجندة أسيادهم في المنطقة. القات يسبب أيضا مشكلات أسرية واجتماعية وجرائم عديدة شأنه شأن بقية أنواع المخدرات، ولكنه يفوقها بأنه يفكك روابط الأسرة ويزيد حالات الطلاق لأن تعاطيه يستمر لساعات طويلة خلال اليوم. لا بد أن يكون هناك رزنامة حلول ووصفات علاجية واقعية لمحاربة وصول هذه الآفة لبلادنا والتعامل معها، ولا بد أن يتم توصيف متعاطي القات فعليا على أنه مدمن يحتاج للعلاج كغيره من مدمني المخدرات. وأقترح أن يكون هناك مراكز متخصصة منفصلة لعلاج وتوعية مدمني القات وذويهم تقدم خدمات علاجية ووقائية ودعما نفسيا وسلوكيا واجتماعيا، إلى جانب البرامج الترفيهية والتعليمية المفيدة خاصة في المناطق الحدودية مع اليمن حتى نحد من تأثيره ونقضي عليه بمشيئة الله..