تسير الحياة بوتيرة هادئة في قرى الشريط الحدودي في كل من دفا والسلف وحمر والجشة والعزة بمحافظة الداير بني مالك شرقي منطقة جازان، إذ يؤكد الأهالي أن عاصفة الحزم أشعلت الحماس في نفوسهم للدفاع عن الوطن ومقدراته وأنهم على أهبة الاستعداد للذود عن الوطن وحماية أراضيه. «عكاظ» تجولت في الأودية الحدودية ورصدت انطباعات الأهالي وحياتهم اليومية بعد انطلاق عاصفة الحزم ضد ميليشيات الحوثي وأعوانهم ورغم صعوبة التضاريس والطرق الترابية وصعوبة التنقل بين الأودية التي تحيط بها الجبال الشاهقة من كل جانب والأحراش الممتدة على مد البصر كانت الطمأنينة بمثابة عنوان في تلك الأودية والتي أكد أهلها أنهم وأبناءهم فداء للوطن، وخلال تجوالنا في الشريط الحدودي شاهدنا القرى اليمنية القريبة من الحدود السعودية وعلامات الترسيم حسب آخر اتفاقية تم وضعها لترسيم البلدين كما تعرفنا على طبيعة جبال الداير وأوديتها وتكويناتها الطبيعية والتي تعد حصنا ضد حيل المهربين، حيث أكد الأهالي أنهم يقفون بالمرصاد لكل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن. وقال سلمان محمد الخالدي إن الوضع في القرى الحدودية مطمئن ولا يوجد ما يدعو للقلق، نافيا في نفس الوقت أن تكون هناك محاولة لدخول المتسللين عبر الحدود إلى الأراضي السعودية وأن ما تم تداوله مجرد شائعات. وأضاف أن هناك أعرافا قبلية كانت سائدة في وقت مضى هنا في مثل هذه المناطق الحدودية تتمثل في إكرام الضيف ولكن هناك من جعلنا نتنازل عن تلك الأعراف بعد أن وجد من يحاول الإضرار بأمن الوطن سواء بتهريب المخدرات أو الأسلحة والذخائر. من جهته، قال طالع حبشان أحد أعيان ومشايخ آل تليد «نحن قبائل حدودية ونقف حصنا منيعا في وجه من يحاول العبث بأمن الوطن واستقرار هذه البلاد الطاهرة وأن وجود عدد من نقاط رجال حرس الحدود وبعض الجهات الأمنية الأخرى المتمركزة في مواقع مختلفة يشعرنا بالطمأنينة ولله الحمد». وبين مبارك يحيى حسين المالكي أن الأودية الحدودية يقطنها العشرات من السكان وتقع بين جبال شاهقة وأشجار كثيفة وأنهم يعيشون في أمن وطمأنينة وراحة بال ولا يشعرون بما يدور حولهم مؤكدا أنه يذهب يوميا إلى عمله دون خوف أو قلق فالجميع يعلمون أن هناك حدودا آمنة وعيونا ساهرة تحميهم من كل مخرب وعابث وأنهم رهن الإشارة في أي وقت متى ما تطلب منهم ذلك فأرواحنا فداء للدين والمليك والوطن.