بدأ الأهلي موسمه برغبة واضحة في أن يكون رقما صعبا في المنافسة على لقب دوري عبداللطيف جميل من خلال خطة التجديد الشاملة التي شملت جهازا تدريبيا مغمورا رافقته الانتقادات، إضافة إلى عديد التعاقدات المحلية والأجنبية، التي جاء بعضها مرحبا به، والعكس كان من نصيب البعض الآخر.. في الأسطر التالية نقرأ خفايا ومشوار تلك التعاقدات ومن استفاد منه الأهلي خلال هذا الموسم، ومن كان وجوده عالة على الفريق، وإن كانت الغالبية من الأسماء ساهمت في بلوغ «القلعة» ما وصلت إليه وسعيها لمواصلة التقدم. السومة «الحبيب اللزم للمجانين» جاء التعاقد مع السوري عمر السومة بين مؤيد متواضع، ومعارض رأى أن على الأهلي انتداب اسم أكثر شهرة، ومع أول وهلة يظهر «عمر» من الباب الكبير ب «هاتريك» في أولى مباريات الدوري، ليفتح لنفسه خانة في قلوب المجانين، تزداد مساحتها مع توالي المباريات ليصبح الرقم الأول في لاعبي الأهلي وهدافي الدوري، ويبصم باسمه حبيا ملازما لقلوب الأهلاويين، الذي كانوا يرون في البرازيلي السابق «فيكتور» حالة لن تتكرر، ولكن «السومة» استطاع بما يقدمه من تهديف وصناعة فارق أن يكسر المعادلة الصعبة. السومة يحتل حاليا صدارة هدافي دوري جميل ب 21 هدافا في 20 جولة. «مقهوي فن ممزوج بحماس» لاعب الفتح السابق الذي جاء انتداب الأهلاويين له سريعا ومفاجئا ومسعدا لمشجعي الأهلي ومتابعي اللاعب بصفة خاصة، ولم يخب اللاعب الظن وظهر منذ البداية عاملا فاعلا في مركز العمليات، وليستطيع مع قائد الأهلي تيسير الجاسم تشكيل أفضل ثنائي وسط في الكرة السعوية بالوقت الحالي. المقهوي لعب 18 مباراة خاض 13 منها كلاعب أساسي، سجل هدفين وساهم في صناعة العديد من الأهداف التي رجحت كفة الفريق. سلمان «مؤشر الأهلي الأعلى» انتدبه الأهلاويون من الوحدة بصفقة عادية جاء الهدف منها تدعيم دكة البدلاء، ولم يكن في خلد غالب المتابعين أن يكون المؤشر أخضر بحضوره اللافت، والذي بدأ تدريجيا بإحلاله كبديل وورقة رابحة، ويجبر جروس على «الاعتماد الكلي» عليه وتشكل خانته مصدر قلق للخصوم، من خلال مراوغاته ومهارته الفردية التي تصنع الفارق في أصعب الظروف. لعب المؤشر مع الأهلي 12 مباراة كان أساسيا في 6 وبديلا في نفس العدد، سجل 3 أهداف في مشوار الدوري. العمري «صالح للغاية» هداف القادسية وأحد الأسماء الرنانة في دوري الأولى الموسم الماضي، الأمر الذي شجع أن يكون أحد أهداف صناع القرار في الأهلي، ومع كل فرصة يتحصل عليها اللاعب يثبت أنه مكسب للفرقة الخضراء، لكن من سوء حظ اللاعب أنه لم يجد المساحة الكافية، في ظل التخمة الأهلاوية المتألقة، لكنه يظل على الأقل أحد البارزين في دكة الأهلي «الماسية». العمري لعب مع الفريق 9 مباريات في الدوري 4 منها كان أساسيا، وسجل هدفين. الظهير «شافي» للعلل إشادات واسعة سبقت قدومه وبمجرد إعلان إدارة النادي الأهلي التوقيع مع اللاعب المصري محمد عبدالشافي حتى اطمأنت الجماهير على الخانة اليسرى بعد الصدمة التي تمثلت بإصابة النجم منصور الحربي، فكان عبدالشافي محل ثقة الأهلاويين ولازال يواصل تقديم أفضل المستويات التي ساهمت في ظهور الأهلي بوهجه الحالي. صفقات فشلت بجدارة في تعاقداته مع مجموعة أخرى من اللاعبين لم تكن الخطوة صائبة لضعف المردود الذي قدمه أولئك اللاعبون، وإن كان اللاعب الهولندي مصطفى الكبير أفضل السيئين، نظير ما قدمه من مستوى فاق بعض الانتدابات «المعطوبة» التي تصدرها النيجيري بروميس والإسباني داني خلال الفترتين الأولى والثانية، حيث افتقد الأول أي جانب من المهارة التي تسمح بتعزيز الفريق، فيما لم يستطع الإسباني فرض وجوده ربما لضعف الانسجام. وأخرى لم ترتق لمستوى الأهلي وفي منحى آخر، لم ترتق بعض الصفقات بعد لرهان الإدارة الأهلاوية عليها، وقد يكون لعامل اللعب وإعطاء الفرصة والانسجام دوره في ذلك. الحديث هنا يأتي على المحليين مهند عسيري وماجد عسيري، والأجنبيين البرازيليين برونو سيزار وأوزفالدو. ** مهند عسيري جاء مع سمعة سبقته تمثلت بإجادة التهديف وتمثيل دور رأس الحربة المثالي متى ما أخذ فرصته بشكل كامل، ويحتاج اللاعب للوقت حتى يظهر الصورة التي يتمناه الشارع الراقي. ونفس الكلام ينطبق على الظهير الأيسر ماجد عسيري، الذي ربما أنه دفع ضريبة تألق المصري عبدالشافي وقد تكون مهمته أصعب بعد انتهاء تأهيل منصور الحربي. ** والحل في موضوع «ماجد» أن تستغل الإدارة عقده بالإعارة حتى تستفيد وتفيد اللاعب في نفس الوقت أن يدخل أجواء اللعبه ويحافظ على مستواه. ** فيما اللاعبان الأجنبيان، فمشكلة سيزار هي ذاتها التي انطبقت على سابقيه، أيا كان السبب سواء مثل ما أشيع على أنه تأديبي، أو أن المتواجدين من المحليين يقدمون ما يشفع لهم بالتواجد على حسابه، لكن في نهاية الأمر يبقى اللاعب «عاملا فارقا» لما يملكه من مهارات وقوة تسديد ترفع الكفة لفريقه متى ما حضر. ** بينما البرازيلي الآخر أوزفالدو فقد أوضحت المباريات التي شارك بها باستثناء المباراة الأخيرة أمام الطائي، أنه الأقل حضورا على مستوى كافة اللاعبين، ولم يظهر شيئا من الصورة التي رسمت قبل حضوره، والجهد الذي بذلته الإدارة لانتدابه، وعلى جروس ومساعديه الجلوس مع اللاعب، والوصول إلى الحلول التي تسهم في أن يظهر مستواه المأمول والذي سيشكل الإضافة للفريق.