شئيا فشئيا، يعود الضوء إلى القلعة في مشهد (جميل)، انتظره أنصار نادي الاهلي وقتا ليس بالقصير، حيث اظهر الفريق هذا الموسم شخصية البطل خلال جميع مشاركاته في بطولة دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين، أو تتويجه بلقب كأس ولي العهد الامين على شقيقه الهلال 2-1، وسط أجواء احتفالية أكدت عودة الراقي لمنصات التتويج، وحصد البطولات، كما واصل محبوب «المجانين» ألقه الكروي في بطولة دوري أبطال آسيا وتصدره المجموعة «D» برصيد 7 نقاط بجانب فرق ناسف الاوزبكي، تراكتور سازي تبريز الايراني. إن إدارة الاهلي برئاسة الأمير خالد بن فهد، رفعت شعار العودة للمنصات، فلم يخيب لاعبو قطب جدة آمال إدارته ومحبيه، حيث حقق نتيجة نارية أمام شقيقه النصر في كلاسيكو الحسم برباعية أكدت علو كعب الفريق، حيث قهر بطل الدوري «رايح جاى»، ليكون هذا الفوز نقطة التحول لفريق السويسري ألان جروس في رحلة البحث عن التتويج بقلب دوري عبد اللطيف (جميل) هذا الموسم. كبرياء الكبار قامت إدارة الاهلي في بداية الموسم وخلال «الانتقالات الشتوية» بعقد أفضل الصفقات، حيث استقطبت لصفوف الراقي، الهداف السوري عمر السومة من القادسية الكويتي والمدفعجي محمد عبدالشافي من الزمالك المصري، بالإضافة لعودة صانع الألعاب البرازيلي سيزار ومواطنه أوزفالدو، فهولاء المحترفون شكلوا العلامة الفارقة، بالإضافة للاعبين المحليين: عبدالله المعيوف، معتز هوساوي، أسامة هوساوي، أمير كردي، وليد باخشوين، تيسير الجاسم، حسين المقهوي، صالح العمري، مصطفي بصاص، المؤشر. وكلها أوراق صنع بها جروس وصفة الأهلي السحرية، والتي روضت الخصوم في مسابقة الدوري، بحيث لم يخسر الفريق أي مباراة، مما جعله يضرب الأرقام القياسية في عدد الانتصارات. كما أن دكة بدلاء الاهلي لم تقل شأنا عن الأساسيين، فلم يخيبوا توقعات أنصار الفريق في جميع الاستحقاقات. «الأصلع» يسحب البساط لم يكن السويسري جروس مرحبا به في القلعة في بداية توليه الإشراف الفني للأهلي، حيث تعثر في بعض المباريات مما أصاب أنصار الفريق بقلق على مشوار الفريق، ولكن «الأصلع» تحول إلي أنشودة حلوة عند الجماهير، بعدما حقق المزيد من الانتصارات. وأظهر المدير الفني لفريق الاهلي فكرا كرويا عاليا، ونجح في تحقيق الانتصار خلال 28 مباراة، في ثلاث بطولات، وبواقع 20 مباراة في الدوري، و5 مباريات في كأس ولي العهد، و3 مباريات في دوري أبطال آسيا، ولم يتلق خلالها أي خسارة، حيث فاز في 20 مباراة وتعادل في 8 مباريات. ويتطلع الأهلاويون إلى تحقيق اللقب الغائب عن القلعة منذ أكثر من 30 عاما، كما أن الانتصار الساحق على المتصدر النصر عزز حظوظ الفريق في الظفر ببطولة هذا العام، إذا تعثر «العالمي» في إحدى مبارياته القادمة مع كسب الراقي جميع مبارياته المتبقية في الدوري. وصفة سحرية أصبح فريق الاهلي يقدم مباريات كبيرة، بفضل الانسجام الكبير الذي ظهر بين عناصره، حيث صار الفريق يقدم لمحات جمالية كبيرة في جميع استحقاقاته الأخيرة في بطولة دوري أبطال آسيا أو منافسة دوري (جميل) ومسابقة كأس ولي العهد، كما أن السويسري أدرك إمكانيات لاعبيه، مما سهل عملية الانسجام فيما بيهم، يُضاف لذلك الرغبة والشغف الكبيران اللذان يلعب بهما اللاعبون. كما أرجع جروس العقل المدبر للفريق، تيسير الجاسم إلى مركزه الأساسي، وأعطاه الحرية أكثر، عكس ما كان في السابق خلال مشاركاته مع الاهلي أو المنتخب، وهذه الوضعية الجديدة مكّنت القائد من أداء أدواره الهجومية والدفاعية بشكل كبير، فعاد الجاسم إلي صناعة اللعب وتسجيل الأهداف، كما اتسمت أطراف نادي الاهلي بقوة كبيرة في الطرف الأيسر بفضل المحترف المصري عبدالشافي، يُضاف لذلك سرعة الصاروخ سلمان المؤشر «مستقبل الأهلي»، وأما الجانب الأيمن فأعاد التوهج لأمير كردي والمتألق مصطفى بصاص. ومن أفضل الإيجابيات التي قام بها مدرب الأهلي، إعطاء الثقة للمقهوي في وسط الملعب، مما مكّنه من إظهار مقدرة كبيرة في صناعة اللعب أو الدفاع بجوار زميله باخشوين «برج المراقبة الأهلاوي». أما خط الدفاع؛ فقد صار أكثر صلابة، حيث تألق معتز هوساوي، والمخضرم أسامة هوساوي، فهذا الثنائي أظهرا انسجاما منقطع النظير، تكسرت عبرهما كل محاولات الخصوم، يُضاف لذلك تألق الحارس المعيوف من خلفهما. وفي شق الهجوم، وجد الأهلي ضالته في السوري عمر السومة، والذي يعرف كيفية إحراز الأهداف، حيث جمع 21 هدفا جعلته في صدارة هدافي المسابقة، ليبتعد بفارق 3 أهداف عن مطارده المباشر محمد السهلاوي، صاحب 18 هدفاً. وأصبح السومة محبوب الجماهير الأول في الاهلي، وإذا واصل بنفس المستوي، فسوف يتوج بلقب هدافي الدوري السعودي للمحترفين. مواجهات الحسم ينتظر الفريق الاول لكرة القدم بنادي الأهلي، أهم وأقوي الاستحقاقات في هذا الموسم، بعدما قلص فارق النقاط بينه وبين النصر المتصدر، إلي نقطتين، وهذا ما يحفّز الأهلاويين إلى كسب ال 6 مواجهات القادمات في الدوري، وانتظار الهدايا من الخصوم في إيقاف صدارة النصر. ويلعب الأهلي مباراته القادمة على ملعبه أمام رائد التحدي، ثم يرحل إلى الجوف في رحلة محفوفة بالمخاطر لمقابلة العروبة والذي يقبع في منطقة القاع، مما يصعب مهمة الأهلي في الشمال، كما تنتظر الفريق أيضا رحلة إلى المجمعة لمقابلة عنابي سدير صاحب المستويات الكبيرة هذا الموسم. ويستقبل النموذجي القادم من الأحساء في جدة، في مواجهة ليست بالسهلة، ثم يخوض الأهلي مباراة على أرضه أمام التعاون، قبل أن يسدل الستار مع شقيقه الاتحاد في ديربي جدة الملتهب. وعقب المستوى المتميز الذي ظهر به الفريق أمام العالمي تبدو كفته مرجحة للانتصار في هذه المواجهات «على الورق»، إلا أن جولات الأمتار الاخيرة عادة ما تخبئ الإثارة والمفاجآت. التغريد خارج السرب يري الكثير من المتابعين والخبراء لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، أن فريق الأهلي إذا واصل لاعبوه بنفس سيناريو الكلاسيكو أمام النصر، فإن الفريق سيغرّد بعيدا هذا الموسم وربما حقق اللقب الغائب عن خزائنه. وأضاف بعض المحللين: إن مستوى النصر «المتصدر» ليس في الأمان، إذا واصل في نزيف النقاط من جديد، فربما يفتح الدوري لأكثر من فريق «الأهلي، الاتحاد، الهلال» مما يضفي أجواء حماسية في بقية جولات «جميل». «المجانين» في الموعد سجلت جماهير الأهلي مواقف مشرفة خلال مباريات فريقه السابقة، حيث ظلت تسجل حضورا كبيرا في داخل المدرجات، وساندت اللاعبين في أصعب المواقف، فجاءت الانتصارات تلو الأخرى. والمتابع لمباراة الكلاسيكو الأخيرة في درة الملاعب بالرياض، يدرك جيدا ما قامت به جماهير الاهلي، حيث ظلت تردد الأهازيج والاغاني وفريقها متأخر بهدفين للنصر، إلا أن حبها وعشقها للقلعة جعلها تتيقن أن الفرسان سوف يعودون في جزء من المباراة، فكان لهم ما أرادوا، حيث كشر الراقي عن أنيابه وقلب الطاولة على النصر بفوز تاريخي، فتح الباب للفريق للعودة لمنصات التتويج من جديد هذا الموسم. الخوف من المفاجآت بالرغم من حالة الارتياح التي سادت الأوساط الاهلاوية بهزيمة النصر وتقليص فارق النقاط، إلا أن بعض الجماهير تخشى من العودة إلى مربع الاحزان بخسارة بعض النقاط في الجولات القادمة مع أندية الوسط والقاع. وهذه المخاوف تنبع من أن المواجهات القادمة حاسمة لجميع الاندية، والتي تسعى إلى تأمين البقاء في دوري (جميل) والهروب من جحيم القاع الموحش. جروس جماهير الاهلي الأمير فهد بن خالد