يقول الشاعر الأمريكي قديما ولا أعرفه ما معناه أنه عند غياب الشريكة أو المحبوبة لن تكون هنالك شمس مشرقة. ولن يكون هنالك دفء. ومتى ما غابت فهو وقت طويل مهما كان وقت الغياب. ولا يعتبر المسكن بيتا إن لم تكن فيه المحبوبة. وكل الذين أعرفهم دخلوا مرحلة الجنون أو فقدان الثقة بعد فقدان شريكة حياتهم أو شريك تجاري مهم أو صديق صدوق أو مستشار مؤهل. وهنا تبدأ مرحلة الانهيار والتذبذب والتقاط كل ما في الشارع مهما حسن. ولكن هي العدالة السماوية في تهذيب النفوس إذا تكبرت والعياذ بالله وتداول الأيام بين الناس. وكذا انهيار الدول إن تمعنت في تاريخها. ولنا في بعض الجيران خير عبر. والأساس حسن الاختيار. تكون لدى هذه الدول فرصة للصعود إلى مصاف الدول المتقدمة ولكن بلعب قيادات جاهلة جاءت من خلفيات وضيعة ارتقت للتحكم ومن ثم سوء القرار والاختيار. وبعد تحقيق بعض الإنجازات المفخمة والمضخمة. وبعد رحلة الغرور والنفاق تبدأ رحلة الدمار. وتتكرر القصة في كل مكان ولا عبرة. ويكثر اختيار قيادات متوافقة ومخلصة بلا تأهيل قيادي حقيقي فتبدأ رحلة ظاهرها النجاح وباطنها بداية رحلة الانهيار. ويكثر فيها القرارات الشعبية مثل أنهار عظيمة ومدافع فضائية وصواريخ عابرة للقارات وتأميم وحروب مع الجيران واتفاقيات تعاون استراتيجي ووكالات وقواعد وصفقات فارغة شكلية فقط بدون المضمون الاستراتيجي الحقيقي.. إذ نرى أحدهم يرمي براميل متفجرة على رؤوس شعبه ليلا ونهارا وهو اختراع شعبوي رخيص وقذر من مستشارين من الشارع. تكوين هذه الشخصيات تبدأ بنفس الأسلوب وتنتهي بنفس الكارثة في كل مرة. طبعا نعود ونقول لو نظرت إلى حال بعض البشر كيف كانوا وكيف أصبحوا لقارنتهم بالدول التى تظن أن الأمل مفقود فيها وتنقلب أحوالها بين يوم وليلة لتصبح متقدمة. والعكس صحيح. لو شاهد العالم ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية لا يصدق وضعها اليوم. ومن يعرف دبي عام 1990 لا يصدق ما يشاهده اليوم من أكثر المناطق المطورة في العالم خلال عشرين عاما ومازالت تفاجئ الجميع بقفزات رشيقة. واليوم مطار دبي أصبح أكبر مطار في العالم وميناؤها الأفضل. بينما تجد دولا كانت في عداد العالم الأول ترزح اليوم تحت أقدام الإفلاس وتنهار اقتصاديا ودخلت في دائرة الديون. وهذه الدول معروفة وبعضها في أوروبا ولا نحتاج لذكرها. العبرة في الاختيار الأفضل في كل شيء. [email protected]