يومنا الوطني نقطة فاصلة في تاريخنا المعاصر ومن الأهمية بمكان أن يكون الاحتفال به مناسبا لحجم الوطن يرسخ الوحدة والالتحام بين القيادة والشعب وبين كافة فئات الشعب وتنوعه. ويكون الاحتفال استرجاعا للإنجازات وعزما وإصرارا على التغيير والتحسين والوصول بهذا البلد إلى ما يستحقه من مراتب المجد. ومن صور المجد طلب استعراض في كل المدن الرئيسية لغرض الاستعراض الجوي وسواها. ويكون الاستعراض بقدر الإمكانيات. ونحن يتميز يومنا الوطني تاريخيا لأننا في أرض أشرف رسالة إنسانية محمدية، ومنذ أن نشر سكان هذه الأرض الرسالة المحمدية وانتشروا معها في أرجاء المعمورة تميزت هذه البلاد وأقبل عليها العالم ونظر إليها كأرض مقدسة.. لذا وجب أن نتصرف على قدر المسؤولية المتعلقة بالرسالة التي وكلنا بها. وتربية وتوعية الشباب بالرقي والاتزان في لغتهم التعبيرية والاحتفالية باليوم الوطني، لأن الفوضى تفقد المعنى الحقيقي لهذا اليوم، وتعكس الصورة النمطية للمجتمع وتربيته ومستوى نضجه، ومنع أي صورة للتناحر والافتخار الفردي أو القبيلي أو المناطقي أو العرقي والحث على الوحدة والأخوة والترابط والمودة والإخاء وسمو الأخلاق، والتشديد على تحريم ذلك شرعا ومعاقبة المخالف.. وهو يوم لتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين، ويجب التوعية بمفهوم البيعة في الإسلام. ومن المهم التوعية بأن التنوع البيئي من جبالها وأوديتها وصحاريها وبراريها وسواحلها ومدنها وقراها وهجرها هو ميزة للوطن، والقيمة الحقيقية هي في الوحدة والأمن والأمان والاستقرار. ويجب أن نذكر الشباب كيف كان ماضي الجزيرة العربية القريب، مليئا بالصراعات والتناحر وقطع الطريق على الحجاج والمعتمرين والخوف والفقر المدقع والعوز والمعاناة. ويجب العمل من وسائل الإعلام والخطباء والناشرين في وسائل التواصل الاجتماعي مبادئ حماية الوطن من الخائن والضال وممن ينشر الفساد فيه، وأن نكون يدا واحدة لحمايته.. والوعي بكثرة الأعداء هذه الأيام في كل مكان، وانتشار الحروب السياسية والمذهبية والعرفية والفكرية حولنا.. مواطنون تحكمهم القيم العليا ومكارم الأخلاق، وفي مقدمتها حب الوطن والولاء له وعدم خيانته واكتساب الرزق فيه بالطرائق المشروعة، وليس بالفساد والإفساد وأكل المال الحرام.. وهذه الجزئية في نشر معاني اليوم الوطني مهمة للغاية.. وأنا أدعو علماءنا للتوجيه بمعان واسعة لحب الوطن وتوجيه الخطاب للمواطن والمقيم بحقوق هذه البلاد عليهم. ونريد توجيه البرامج برسائل مباشرة والوصول لكل مواطن برسالة محددة يجمع فيها كل الفئات على حب الوطن، وربما تكون هذه الرسالة موجهة من خادم الحرمين الشريفين شخصيا إلى الجميع مقيمين ومواطنين رجالا ونساء فتيات وشبانا.. نريد أن يعرف الشاب الذي يعيش في وسط مذهبي أن البيعة للملك هي من كل فئات الشعب، وأن البيعة للملك وللوطن أمانة في العنق كتعاليم ديننا الحنيف.. حفظ الله الوطن وبلاد المسلمين. [email protected]