أكد القيادي الفلسطيني صالح زيدان، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير، أن المطلوب لمواجهة نتائج الانتخابات الإسرائيلية العمل على استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، مطالبا القمة العربية المقبلة بضرورة الوقوف في وجه المخططات الإسرائيلية، وعقد مؤتمر دولي للسلام، من أجل حل القضية الفلسطينية، رافضا الحلول الجزئية المطروحة الآن مثل قيام كيان مستقل في قطاع غزة ... وفيما يلي نص الحوار : أكدت الانتخابات الإسرائيلية رفض إسرائيل للسلام وجنوح المجتمع الإسرائيلي نحو التطرف والعنصرية.. كيف يمكن التعامل مع نتائجها ؟ نتنياهو عبر عن خياره في حملته الانتخابية برفضه للسلام، وهذا الجنوح في المجتمع الإسرائيلي نحو التشدد يعبر عن التمسك بالاحتلال والاستيطان والحصار والعدوان على الشعب الفلسطيني، هذا يشبه إلى حد كبير التمييز العنصري الذي كان يمارس في جنوب أفريقيا، وأيضا كان هناك تصعيد حملة الكراهية ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 م، حيث حاول نتنياهو والأحزاب اليمينية المتطرفة أن يستثير عنصرية اليهود، لذلك هذا الخيار يجب التعامل معه ومواجهته باستنهاض كل عناصر القوة الفلسطينية واستراتيجية أخرى بالضرب بعرض الحائط بكل الاتفاقيات والتحرر من اتفاقية أوسلو ، ونستنهض ونعبئ كل الطاقات الفلسطينية بوحدة وطنية متماسكة وبصف فلسطيني واحد واستراتيجية سياسية جديدة تدمج بين المقاومة والعمل السياسي. ثار لغط كبير بشأن قرارات المجلس المركزي لمنظمة التحرير إذا ما كانت قرارات أم توصيات.. ما المطلوب لتنفيذها؟ أولا التأكيد أن هذه ليست توصيات، بل هي قرارات للتنفيذ، المجلس المركزي هو أعلى سلطة في منظمة التحرير في غياب انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني، وقراراته ملزمة وشرعية، ثم إن قرارات المجلس المركزي لقيت ترحيبا جماعيا ليس فقط من فصائل منظمة التحرير وإنما أيضا من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهي عبرت عن نبض الشارع الفلسطيني الذي يدرك أن الاحتلال لن يخرج من دون أن يدفع الثمن، وإن هناك أهمية لإعادة صياغة العلاقة مع إسرائيل كدولة احتلال تتحمل كل مسؤولياتها، والإصرار على أن أي قرار يصدر عن مجلس الأمن يجب أن يستند إلى قرارات الشرعية الدولية ولمبادرة السلام العربية وأن يمضي باتجاه إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان في إطار مؤتمر دولي معني بحضور وإشراف الخمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن ودول عربية. عادت المناكفات والتراشق الإعلامي بين حماس وفتح، مما يهدد المصالحة. ما المطلوب لحل الأزمة ؟ نحن نعمل على أساس الإسراع في انعقاد اجتماع الإطار القيادي المؤقت أولا، ثم لحوار شامل في غزة يمهد لعمل حكومة التوافق، وحل المشكلات التي تقف عقدة في طريقها مثل الموظفين والأمن، وأن ينتقل إلى الإطار القيادي المؤقت الذي يستكمل كل بنود إنهاء الانقسام واستعادة المصالحة ويضع الاستراتيجية السياسية الموحدة، وعلى حركتي فتح وحماس وهما قطبا الانقسام أن تتخليا عن مصالحهما الفئوية، وأن تمتلك الإرادة السياسية الضرورية لأن تحدي نتائج الانتخابات الاسرائيلية هو تحدٍ كبير ، وأن نستلهم من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 48 وحدتهم في مواجهة محاولات إقصائهم عن الحياة السياسية في إسرائيل، لذلك هذه أولوية ينبغي أن توضع، وعلى حركتي فتح وحماس أن توقفا هذه المهاترات المخجلة والتراشق الإعلامي المشين، وأن يضعوا كل المصالح الفئوية جانبا وأن يتمثلوا مصلحة شعبنا بالوحدة حتى نستطيع أن نواجه التحدي الاسرائيلي. هناك حديث عن اتصالات ومفاوضات بين حماس وجهات دولية من أجل إقامة مطار وميناء في غزة ما حقيقة ذلك.. وكيف يمكن مواجهة أخطار هذا المشروع ؟ بالتأكيد هناك حقائق بهذا الشأن، هناك مخطط إسرائيلي منذ زمن بعيد الهدف منه ليس إقامة كيان أو دولة في قطاع غزة، لكن الهدف الاستفراد بالضفة والاستيطان وتهويد القدس ومصادرة الأراضي وتحقيق المطامع التوسعية الاسرائيلية وإجهاض المشروع الوطني الفلسطيني وإمكانية إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967..، ولنترك الحكم الآن في غزة لحكومة التوافق الوطني لتقوم بتوفير مقومات الصمود لشعبنا في هذه المواجهة الشاملة مع الاحتلال والعنصرية والعدوان والحصار ، ونستطيع فيه ليس رسم خارطة طريق لإنقاذ قطاع غزة، وإنما خارطة طريق لمرحلة واستراتيجية سياسية فلسطينية قادرة على مواجهة التحديات التي تواجه شعبنا..