أصبحت المياه الجوفية والصرف الصحي وتدفقات الأمطار من المعالم الرئيسية في عدد غير قليل من أحياء وشوارع جدة ما عكر صفو سكان تلك الأحياء خصوصا ان بعضها في طور الانشاء والتحديث.. اضرار التسربات والطفوحات معلومة للكافة وأقلها خطرا مرض حمى الضنك، ثم الروائح الكريهة التي تتسلل لتسكن في المنازل، الى جانب الدمار الذي تسببه المياه الآسنة الجوفية أو مياه الصرف للمركبات التي تعبر الشوارع. وحينما يشكو سكان الأحياء المتضررة لأمانة جدة تحيلهم الى شركة المياه الوطنية، فإذا أبلغوا شركة المياه أحالتهم لأمانة جدة، بحسب ماذكره عدد من السكان. تحويشة العمر ضاعت أحياء الأجاويد والسنابل والحرمين وغيرها هي الاكثر تضررا ودفعا لثمن الاهمال والتدفقات والطفوحات كما يقول سكانها، فالجوفية تسببت في عرقلة حركة البناء وتكبد عدد من ملاك العقارات السكنية خسائر فادحة بسبب المياه التي منعت دخولهم وخروجهم من وإلى منازلهم، ولاتزال بعض تلك الأحياء حتى اليوم تعاني من تجدد المآسي مع الجوفية التي تعد من الأسباب الرئيسية للأمراض وخطرا كبيرا يهدد الساكنين، إضافة لضياع تحويشة العمر لدى عدد كبير منهم بفعل تلك المياه التي حرمتهم من تأجير منازلهم التي عزف عنها المستأجرون. مياه آسنة وناقلات عبدالوهاب.. بائع في أحد المحلات التجارية في حي الأجاويد يقول إن المياه الجوفية التي تختفي تعود لتدمر الشارع المقابل للمحل الذي يعمل فيه كما احدثت اضرارا بالغة في الطبقات الاسفلتية وأحالت الطريق إلى حفريات مليئة بالمياه الآسنة، مضيفا أنه شاهد الكثير من المركبات تتعطل بعد سقوطها في الحفريات بالشارع الرئيسي، ما يجبر أصحابها على الاستعانة بناقلات السحب لحملها الى الورش الفنية لإصلاح ما أصابها من خلل. المتاجر تشكو طريق مكة القديم يعد من أبرز طرق جدة ضررا من طفح مياه الصرف الصحي حيث دمرت المركبات وعرقلت الحركة المرورية وتسببت في الاختناقات والحوادث وكانت حفر الكيلو 11 والكيلو 14 على طريق مكة القديم آخر الشواهد التي جعلت من الطريق مصيدة للمركبات بسبب مياه الصرف الصحي التي تتوسد الطريق فترات متكررة، كما تسببت باضرار على المحال التجارية الواقعة على الطريق مؤثرة على الحركة التجارية بعد أن فضل العديد من الزبائن الابتعاد بمركباتهم عن تلك المواقع المحجوبة بمياه المجاري. من المسؤول؟ اعتبر خالد برهان الذي يعمل في صيدلية في طريق مكة القديم ان مظهر مياه الصرف الصحي أمام صيدليته بات مشهدا مألوفا بسبب تكرار الطفح وروائح المياه النتنة التي أضرت بالمحال التجارية، مضيفا أن تركها هكذا في الشوارع الرئيسية والفرعية امر مؤسف وغير مقبول. وكشف عدد من المواطنين من سكان طريق مكة القديم عن جهلهم بالجهة المسؤولة عن تجفيف الطريق القديم ومواقف المحال والمستوصفات من مياه الصرف الصحي، وذكروا أنهم في حيرة؛ هل المسؤول عن ذلك شركة المياه الوطنية أم أمانة جدة؟ جرس انذار حينما هطلت الأمطار الأخيرة على محافظة جدة والتي لم تتجاوز دقائق قليلة كان هناك عدد من الشوارع اختفت معالمها ولم يكن لها عنوان غيرالشجيرات التي تتوسط بعضها، فيما كان الاسفلت والرصيف الفاصل بين تلك الشوارع عائما تحت بحيرات من مياه الأمطار التي كان لجنوب وشرق جدة النصيب الأكبر منها. وذكر عبدالخالق القرني من سكان حي المنتزهات ان هطول الأمطار الأخيرة كان بمثابة جرس إنذار لأمانة جدة بسرعة مضاعفة جهودها في مشاريع التصريف بأحياء شرق طريق الحرمين وجنوب جدة لأن الأمطار لو استمرت بالساعات فالضرر لن يقتصر على الشوارع وانما سيكون الخطر على السكان والممتلكات. واشتكى علي القحطاني من سكان الكيلو 7 من التأخير الملحوظ في سحب مياه الأمطار. المتحدث الرسمي في امانة جدة المهندس محمد البقمي أوضح أن سحب مياه الأمطار من مهام أمانة جدة، وأعلنت الامانة من قبل عن إحصائيات بالأرقام عن كميات مياه الأمطار التي قامت برفعها دون تأخير، أما ما يختص بالمياه الجوفية ومياه الصرف الصحي فهي تقع تحت مهام الشركة الوطنية للمياه.