نوه وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لاجاك، بجهود المملكة في محاولة التوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية، مؤكدا في حوار ل«عكاظ»، أن حوار الرياض المرتقب والمبادرة الخليجية يشكلان خارطة طريق لحل الأزمة. ونوه بالمبادرات السعودية المتعلقة بتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. وقال إن ملف مكافحة الإرهاب يأتي على قائمة اهتمام العمل الدبلوماسي السلوفاكي، مشيرا إلى أن الإرهاب لم يعد يقتصر على منطقة بعينها. وشدد على ضرورة التنسيق مع الشركاء في الشرق الأوسط، وأعرب ميروسلاف عن تطلع بلاده لتحقيق مزيد من الشراكة الاقتصادية مع المملكة، وأفاد أن بلاده تؤيد خيار الدولتين وتحقيق سلام شامل يعتمد على قررات الشرعية الدولية. كيف تقيمون الحراك الدبلوماسي والسياسي السعودي في هذه المرحلة؟ بداية أود التأكيد على حرصنا الشديد على تحقيق مزيد من الشراكة مع المملكة، سواء كان ذلك عبر الملفات السياسية أو الاقتصادية والتي تشهد تناميا ملحوظا في الآونة الأخيرة.. ومن جانبنا يهمنا متابعة الحراك السعودي الدبلوماسي خاصة أن الأحداث التي تشهدها المنطقة العربية تؤثر أيضا علينا في أوروبا، نحن نرى أن المملكة تتحمل مسؤولية كبيرة وتعمل جاهدة عبر مبادرات سياسية ذات وزن كبير تهدف إلى دعم سياسات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والخليج. وما رؤيتكم للجهود الجارية لاستضافة الرياض لحوار فرقاء اليمن؟ هذا أمر نرحب به ويأتي في ظل الجهود السعودية لتوفير الأمن والاستقرار لليمن، ونحن نؤيد المبادرة الخليجية التي تشكل خارطة طريق لمستقبل اليمن الموحد.. ورد الفعل السعودي جاء سريعا على رغبة الرئيس الشرعي لليمن لعقد حوار يضم جميع الأطياف.. والحقيقة أن الخيار السياسي لا نقاش فيه فهو الطريق الأمثل لحل مشكلات الدول ومنها الأزمة اليمنية والتي لها تأثير على ملفات الاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة. كيف تتعاملون مع ملف مكافحة الإرهاب الذي بات يهدد العالم أجمع؟ الغرب والشرق يقفان سويا في محاربة آفة الإرهاب الخطيرة.. لم يعد الإرهاب يقتصر على الشرق الأوسط، كما أن إلحاق الهزيمة بالإرهابيين لم يعد اختصاص دول بعينها وإنما يخص الجميع، ومن هنا يبرز التنسيق والتعاون مع شركائنا ومع الدول العربية المحورية مثل المملكة التي اهتمت منذ زمن بهذا الملف الخطير. في نفس الوقت أرى أنه على مجتمعاتنا الكثير من العمل والمسؤولية.. فنحن نواجه هجرات عديدة وحروبا أهلية وظهور تنظيمات إرهابية تتعدى حدودها الشرق أوسطية لتصل إلى أوروبا ونحن نراقب ذلك من خلال تجنيد شباب أوروبيين مسلمين.. ولذلك فإن محاربة الإرهاب بحاجة إلى خطوات عديدة بدءا من التنسيق إلى العمل على حل أزمات المنطقة عبر الحوار وبعيدا عن المسلك العسكري. كيف تتابعون مفاوضات الملف النووي الإيراني؟ نسعى في أوروبا إلى التوصل إلى اتفاق يحد من قدرات إيران النووية خاصة اليورانيوم المخصب على أراضيها إلا بالكمبة المتفق عليها في إطار مفاوضات المجموعة الدولية.. ونطالب إيران بالتعاون وإزالة الشكوك حول طبيعة برنامجها النووي. وماهو موقفكم من عملية السلام ومستقبل الدولة الفلسطينية؟ التوصل إلى تسوية في القضية الفلسطينية يأتي ضمن اهتماماتنا بتحقيق سلام شامل يضمن لإسرائيل وللدولة الفلسطينية الأمن والاستقرار.. ونؤيد خيار الدولتين والتوصل لحل على أساس الشرعية الدولية، وفي نفس الوقت نرى أن سياسة بناء المستوطنات لا تخدم عملية السلام، ونحن ملتزمون بالمقررات الأوروبية وبسياسة الاتحاد الأوروبي التي تدعم عمل اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية السلام. هل ترون تأثيرا للأزمة الأوكرانية على الدبلوماسية الأوروبية؟ من الطبيعي أن الأزمة الأوكرانية لها تأثير على الدبلوماسية الأوروبية وعلى دول أوروبا الوسطى والشرقية.. ولذلك فقد أخذنا على عاتقنا من خلال برنامج منظمة التعاون والتنمية بدعم أوكرانيا في تطوير اقتصادها وتنفيذ اتفاق مينسك الأخير، والمعني بوقف إطلاق النار وسحب الأسلحة الثقيلة من إقليم القرم، وبالتعاون مع مجموعة دول فيزاجراد وهي بحانب سلوفاكيا تضم جمهورية التشيك والمجر وبولندا قدمت ملفا شاملا لمجلس العلاقات الخارجية الأوروبية في بروكسل شرحنا تصورنا في كيفية دعم أوكرانيا اقتصاديا وتنمويا وسياسيا وأهمية هذا الدعم الذي نعتبره ضروريا.