في كل موسم أمطار، يعاود القلق إلى سكان عدد من القرى في مراكز وادي ترج والقوباء والجعبة ومهر والنجد والرس في محافظة بيشة، خوفا من مخاطر الغرق بسيول جارفة، تحاصر قراهم وتعزلهم عن كثير من القرى المجاورة، وتجرف مركباتهم وتبتلع الكثيرين منهم. والمؤسف أن الوعود التي تتلقفها مسامعهم سنويا من وزارة النقل، لا ينفذ أي منها، فيما يترقب الأهالي الموسم وأياديهم على قلبوهم، خاصة أنهم مضطرون للتنقل لقضاء احتياجاتهم والوصول إلى أعمالهم أو مدارسهم. وكان مدير الطرق والنقل السابق في بيشة علي العلي أكد ل «عكاظ» اعتماد 6 جسور لإنقاذ تلك القرى من خطر السيول، إلا أن السكان لازالوا ينتظرون إنشاء تلك الجسور لتعزيز تواصلهم مع بعضهم البعض، ومع الجهات الصحية والخدمية والتجارية التي لا تتوفر في قراهم، ولينعموا بالسلامة والأمان من خطر السيول الجارفة التي يضطرون لتجاوزها للوصول للخدمات في المراكز التي ترتبط بها قراهم أو بمركز المحافظة. وأكد كل من محمد بن عايض الحارثي، سويلم فراج الشهري، ومحمد عبود الحارثي، ومسفر بن هيف المزيدي، وعابد الحارثي، أن سكان قرى المحالة، قطبة، الفطحة، جلان، آل الرومي، الجوة والغفرات، والجليبات في وادي ترج والقوباء ومركز الجعبة، ومركز النجد والرس اعتادوا على محاصرة السيول لهم في كل موسم أمطار، وقد تمتد المحاصرة لأسابيع أو أشهر وفق عوامل المناخ، وأنهم يواجهون صعوبة عندما يجدون أنفسهم معزولين عن الخدمات الصحية والتموينية، ومدارسهم وأعمالهم الحكومية والخاصة، تعزلها أودية ترج والقوباء ورنية العليا وبيشة بشكل تام عن المراكز الإدارية المرتبطة بها. وأشاروا إلى أن السيول تسببت في جرف عدد من الأهالي والسيارات، وتوقف الحركة على الطريق الرابط بين بيشة والباحة، مطالبين وزارة النقل بالإسراع في إنشاء الجسور المعتمدة على الأودية كما وعدت به الوزارة وفرعها في بيشة في مناسبات عديدة، وتم نشره في الصحف عدة مرات، وذلك لتسهيل تواصل سكان تلك القرى مع المراكز والمحافظة، دون أن يخاطروا بأرواحهم وممتلكاتهم، مؤكدين أهمية هذه الجسور في تعزيز التواصل الاجتماعي للأهالي مع أقربائهم في قرى أخرى مجاورة تتسبب السيول دائما في عزلها، وقد ينفد التموين الغذائي عند السكان المعزولين، كما حدث في الأعوام الماضية، التي شهدت تدفقا كبيرا للسيول، عندها لجأت الجهات الرسمية وفي مقدمتها الدفاع المدني لاستخدام الطيران العمودي والشيولات لنقل المؤن الغذائية والطبية والفرق الصحية إلى القرى المعزولة، ونقل الحالات المرضية من تلك القرى للمستشفيات. وحذر السكان من أنه قد تتكرر تلك المآسي في الأعوام المقبلة مالم تتدارك وزارة النقل الأمر، وتسارع بإنشاء جسور لكل القرى المعزولة على أودية ترج والقوباء والجعبة وبيشة. وفيما تواصلت «عكاظ» مع مدير الطرق في بيشة المهندس مبارك المطوع للحصول على تعليق، اعتذر بحجة عدم وجود صلاحيات تخوله بالتصريح لوسائل الإعلام، فميا فشلت أيضا المحاولات في الحصول على تعليق من مدير عام الطرق في عسير المهندس علي سعيد مسفر، والذي لم يتجاوب مع السؤال بالرغم من إبلاغه بالأمر برسالة.