تجددت البارحة الأولى أمس هطول أمطار غزيرة مصحوبة بزخات من البرد سبقتها عواصف ترابية على جنوب وشمال بيشة وتدفقت السيول مع وادي ترج والقوباء باتجاه بيشة حيث وصلت السيول بيشة وعطلت فرق البحث عن جثة سعد القرني وسط مجرى الوادي، بينما جرفت سيول الحنثرية والزرق في محافظة تثليث سيارات واحتجزت مواطنين من سكان البادية جرى إنقاذهم من الدفاع المدني وبعض المتطوعين. من جهة أخرى، واصلت فرق البحث في الدفاع المدني وعدد كبير من المتطوعين البحث عن جثة الشاب الغريق في سيول بيشة سعد القرني لليوم السادس على التوالي، مدعومة بطائرة عمودية شوهدت على انخفاض كبير في وادي بيشة، وبحسب مصدر في الدفاع المدني فقد كان من المقرر أمس استخدام القوارب والبحث في عشرات الحفر المملوءة بمياه السيول لكن عودة السيول للجريان بكثافة في الوادي عطل عمل فرق البحث وسط مجرى السيول وتأجيل البحث في الحفر إلى ما بعد توقف جريان السيول. وأشار المصدر ذاته إلى أنه تمت الكتابة للجهات المختصة لإرسال كلاب بوليسية إلى بيشة للمساعدة في البحث عن الجثة، نظرا لانعدام أي وسائل تقنية يمكن أن تساعد في عمليات البحث. إلى ذلك تلقت غرفة العمليات في الدفاع المدني في بيشة ورود 10232 بلاغا خلال تسعة أيام فقط التي شهدت خلالها المحافظة ومراكزها هطول أمطار غزيرة وجريان الأودية مما تسبب في الكثير من احتجاز السيارات والأسر والأفراد، وشكلت المناطق البرية التي يكثر فيها التنزه ووادي بيشة وقرى وادي ترج والقوباء المحالة، والفطحة، والمنيعية، وجلان، وآل الرومي، والجوه، والغفرات، والهشيمة، والقهيب، وقرى النجد والرس ومراكز العبلاء والجعبة والثنية وتبالة والجنينة وواعر أكثر المناطق تعرضا للسيول والأمطار وحالات الاستغاثة. وتشير مصادر «عكاظ» أن فرق الإنقاذ بالدفاع المدني نقلت أطقما طبية لمباشرة حالات مرضية في القرى التي تعزلها السيول حيث بلغت الحالات التي تم علاجها هناك 225 حالة، بعد أن ساهم الدفاع المدني في إيصال الفرق الطبية بواسطة شيولات أو بالطيران العمودي إلى القرى المعزولة واستقبال الفرق الطبية للمرضى في المدارس المحددة هناك، وبلغ عدد المرضى الذين جرى نقلهم بالطائرات العمودية 17 شخصا بينهم نساء وأطفال. وفي نفس السياق رفعت السيول في وادي بيشة نسبة مخزون المياه في بحيرة سد الملك فهد في بيشة إلى ارتفاع 23 مترا، وتسببت السيول الجارفة في إحداث عطل في خط أنابيب ضخ المياه الممتد من محطة التنقية قرب السد إلى محطة الأشياب جنوب مدينة بيشة، مما تسبب في توقف التعبئة من محطة الأشياب الرئيسية، وتحويل الوايتات للتعبئة من محطة الأشياب في قرية الشط. من جانب آخر، تواصل توقف الدراسة في مدارس النجد والرس وقرى شرق وادي ترج والقوباء لليوم العاشر على التوالي بسبب عزل السيول لتلك القرى، وعدم قدرة الطالبات والطلاب والمعلمين والمعلمات الوصول لتلك القرى أو الخروج. من جهة أخرى، أنقذ متطوعون رجلا مسنا وابنه في مركز الزرق شمال شرق محافظة تثليث بعد أن جرفت السيول سيارتهم، واحتجزتها داخل كبينة السيارة، وساهم تواجد ثلاثة من سكان المركز قرب الحدث في إنقاذ الرجل وابنه بعد أن تمكنا من كسر زجاج السيارة واستخراجهما من الكبينة بعد بذل جهود كبيرة من المتطوعين، كما أنقذ رجال الدفاع المدني عددا من الأسر والمحتجزين في منطقة كحلان والحنثرية وإيواء بعضهم في شقق في مدينة تثليث، بينما جرفت السيول شاحنة وسيارة على طريق بيشة تثليث، بعد أن داهمت السيول على الطريق لعدم وجود مخارج كافية للسيول التي أحدثت جرفا في جوانب الطريق وطرق أخرى في الزرق والحمضة وآل حميدان شرق تثليث.