كشفت السيول التي اجتاحت مراكز محافظة بيشة وقراها عن قصور في بعض الإنشاءات الاحترازية، كمصدات السيول التي لم تقاوم والعبارات الصغيرة التي لم تستوعب كميات المياه، إضافة لبعض الطرق التي حطمها السيل بلا مقاومة تذكر، إلى جانب المباني الكثيرة التي انتشرت في بطون الأودية ومجاري السيول. ويصعب على وجه الدقة تحديد حجم الضرر الذي لحق ببيشة، على الرغم من أن الدفاع المدني أحصى ذلك، كون حجم الضرر كان بالغا في الطرق والجسور التي على ما يبدو أنها لم تراع أثناء تنفيذها جريان السيول. فوادي بيشة مثلا حينما جرى بقوة ظهر الضعف على مصدات جسر نمران وهي المصدات التي أنشأتها البلدية لحماية حي نمران وصوفان، وأظهرت السيول عيوبا فنية في تنفيذها، حيث بنيت بلا قواعد بشكل لم يمكن تلك المصدات من مقاومة السيول رغم أنها نفذت حديثا بإجمالي يصل لقرابة ستة ملايين ريال. ويذكر المواطن ناصر مسعود الدرعاني (صاحب أحد المنازل الجديدة في مخطط جنوبالمدينة) أن بلدية بيشة منحته أرضا، بدأ في بناء منزل عليها حديثا ومع هطول الأمطار غرق البناء في المياه بارتفاع يزيد على المترين. يقول الدرعاني: «البلدية منحتني أرضا في مجرى سيل». بينما يؤكد مسفر سعيد الشهراني أن منازل الأهالي في مخطط الصبيحي غمرتها المياه بسبب وجود تلك المنازل في مجرى السيول. إلى الغرب من بيشة، تقع قرية الباطن 40 كم2 وكشفت الأمطار والسيول مدى حاجتها لجسر كبير على امتداد الوادي عوضا عن العبارات الصغيرة التي لم تستوعب كميات السيول، وذكر عبيد السعدي (من سكان القرية) أنها بلا مدارس ثانوية للبنات أو للبنين ولا يوجد مركز صحي، وأثناء جريان السيول ينعزل الجميع عن المدارس في قرية شديق المجاورة. من جهته، أوضح مدير إدارة الطرق والنقل في محافظة بيشة علي العلي أن الجسور والطرق التي تضررت في بيشة ومراكزها لم يحدث بها تلفيات كبيرة، ووصفها بالانجرافات البسيطة فقط، مبينا أنه في مثل تلك الظروف لدى الطرق متعهدو صيانة يتولون إعادة الطرق والجسور إلى الوضع الطبيعي. انهيار عقبة وعزل قرى تسببت سيول وأمطار وادي ترج والقوباء في حدوث انهيارات صخرية أدت إلى إغلاق عقبة العزيلاء (100 كلم جنوب غرب بيشة) التي تربط بين قرى مركز ترج وقرى مركز القوباء، مما تسبب في تعطل الحركة المرورية تماما، إضافة إلى حجز معظم معلمات ومعلمي وادي ترج الذين يسكنون في محافظة بيشة وعدم تمكنهم من الوصول إلى مدارسهم، الأمر الذي أدى لحرمان كثير من الطالبات والطلاب من الدراسة في قرى «الفطحة، جلان، آل رومي، الحجيرات، الغفرات، الجوة، وكذا مدارس مركز القوباء» وقال محمد علي الحارثي من أهالي قرية الفطحة في وادي ترج (80 كلم جنوببيشة): إن سيول وادي ترج لم تمكن معظم المعلمين الذين يسكنون في محافظة بيشة من الوصول لمدارسهم بسبب عدم وجود جسر يربط قرى غرب الوادي بالمركز. وأشار مجموعة من أهالي قرى وادي ترج والغفرات (سعيد الحارثي، عون الحارثي، سالم الحارثي) إلى أنهم يطالبون منذ سنوات بإقامة جسور تربط قراهم بالمركز. وأفاد رئيس مركز وادي ترج محمد بن خشيم أن هناك مشروعا لوضع جسر في آل رومي بقيمة إجمالية تصل ل 22 مليونا، يخدم قرى آل رومي وقريتي الجوة وجلان وضواحيهما، مطالبا بتسريع تنفيذ المشروع، مبينا أن الجسر يمتد من قرية الحصن إلى القرى المقابلة في الجهة الشرقية لوادي ترج. وكشف بن خشيم عن أن هناك مقترحات من قبل مديرية الطرق في منطقة عسير لإقامة جسر الفطحة وجسر جلان، وطالب رئيس مركز وادي ترج بتنفيذ عبارة على ملتقى وادي حوران في السدر «لإنهاء عزل قرى البهيم عن محافظة بيشة أثناء هطول الأمطار وجريان السيول».