تصاعدت حدة التوتر بين حركتي فتح وحماس، وتزايدت حملة الاتهامات والتراشق الإعلامي، ما يهدد بتوسيع رقعة الخلاف في الساحة الفلسطينية وهو ما ينعكس سلبا على المصالحة وإعمار غزة. وحذرت حركة حماس على لسان القيادي مشير المصري، السلطة الفلسطينية وحركة فتح من الاستمرار في التنسيق الأمني مع إسرائيل، وقال: إذا لم يتم إيقاف هذه الأمر فسوف يتم نشر المزيد مما وصفه ب«غسيل فتح». فيما اتهم عضو المكتب السياسي لحماس محمود الزهار السلطة الفلسطينية بالعمل على خنق غزة وتشديد الحصار عليها، مؤكدا أن حماس لن تترك غزة تختنق. وقال إن حركته تمتلك وثائق تثبت تورط قيادات فتحاوية في زعزعة الأمن والاستقرار الداخلي للقطاع. وفي المقابل، وصفت فتح على لسان المتحدث الرسمي باسم الحركة أسامة القواسمي ما قامت به حماس ب«المسرحية». وقال إن حماس تعمل على تصدير أزمتهما الداخلية خاصة بعد الكشف عن إجراء قياداتهم في غزة مفاوضات سرية مع إسرائيل هدفت لفصل غزة عن الضفة الفلسطينية وتحقيق الهدف الإسرائيلي الاستراتيجي، والتي تعتبرها فتح خيانة. من جهتها، دعت فصائل فلسطينية إلى رأب الصدع بين فتح وحماس، وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية كايد الغول، إن الجبهة تبذل جهودا لتصويب أي إخلالات لها علاقة بالعبث الأمني في الساحة الفلسطينية أو استخدام ذلك ذريعة في إطار التناقض القائم بين فتح وحماس. وأكد أن ذلك سيكون من خلال التأكيد على إنهاء الانقسام، وأولوية تطبيق ملفات المصالحة، وقيام حكومة التوافق بواجباتها تجاه غزة، من خلال معالجة كل الملف الأمني وفق اتفاق القاهرة للمصالحة الفلسطينية 2011م. وشدد رئيس تجمع الشخصيات الوطنية المستقلة ياسر الوادية التحرير على ضرورة الوقف الفوري للتراشق الإعلامي، محذرا من أن الخلافات الحزبية والمناكفات السياسية تقتل أهداف الشعب الفلسطيني، داعيا لتطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام الذي يصر البعض على استمراره دون مراعاة للوضع الفلسطيني، وطالب بتشكيل لجنة وطنية عاجلة تشمل الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية والشخصيات المستقلة لتجاوز هذه العقبة نظرا لخطورة المرحلة التي يمر بها شعبنا وقضيتنا، مشيرا إلى أن الشعب مل من تصرفات الانقسام وتداعياته وينتظر من يلبي له مطالبه وينهي معاناته التي تتفاقم يوميا.