قسم شح المياه في الأحساء، أهالي أحياء الخالدية والشهابية والمباركية، إلى صنفين، الأول استسلم لمعاناة الصبر واضطر للبقاء في منزله، ليركض كل فترة وأخرى بحثا عن قطرة مياه في محطات التحلية، مكتويا بنيران المغالاة في الأسعار، فيما الصنف الآخر فضل أن يستريح، ويتكبد المصاريف الإضافية باللجوء إلى الشقق المفروشة، لكنه يعرف أن الحل الذي يتبعه مؤقت، لأنه لابد أن يعود إلى منزله شاء أو أبى. وتستمر معاناة تلك الأحياء مع المياه، في وقت لا يعرف الأهالي سوى الخيارين السابقين، فمن يملك القدرة المالية أنهكه التعب في الركض وراء الصهاريج يوميا، ومن لا يملك عليه الركض اليومي وفي النهاية ربما يحصل بشق الأنفس أو لا يحصل على الماء. وعبر عبدالرزاق أبوزيد أحد سكان حي الشهابية عن استيائه من انقطاع الماء المتكرر في منزله، والذي يصل إلى ثلاثة أيام ما اضطره إلى توفير خزانات إضافية، لكن دون جدوى بسبب طول فترة انقطاع الماء. وأضاف: رغم أن مصلحة المياه وفرت صهاريج مياه للأحياء المتضررة لكنها للأسف لا تتوفر دائماً بسبب كثرة الطلب عليها، ما رفع قيمة صهاريج المياه خصوصاً من قبل العمالة التي تحاول الاستفادة من حاجة الناس. وانقلبت فرحة أم فلاح بالمسكن الجديد في حي المباركية، إلى معاناة يومية، منذ وصولها إلى الحي منذ عام، مشيرة إلى أن معاناتها كبيرة مع قطوعات المياه، ما جعلها تندم على رحيلها من المنزل القديم، لأنها لا تعرف حلا. وتلجأ زهراء التي تسكن بنفس الحي، لشراء صهاريج الماء التي زادت أسعارها بعدما كان الصهريج ب80 ريالا، ليصبح الآن ب200 ريال للصهريج الواحد مستغلين حاجة المواطنين للماء. واعترف مدير فرع المياه بمحافظة الاحساء المهندس عبدالله يوسف الدولة، بوجود ما اعتبره ضعف المياه في بعض أحياء مدينة الهفوف، موضحا أن سبب الضعف نتيجة لخفض كميات المياه الواردة للمحافظة من المصدر (مياه التحلية) التي يتم تزويد محافظة الأحساء بها، ما أدى إلى نقص المياه عن بعض الأحياء السكنية، ونظراً لهذا الظرف تم تشغيل جميع الآبار التابعة للفرع بكامل طاقتها وتم توفير صهاريج المياه لتلبية الاحتياجات حسب أولويات الطلبات الواردة لأقسام طوارئ البلاغات والوايتات، مشيرا إلى أن الوضع عاد إلى طبيعته حاليا، وأن المياه تصل حاليا إلى جميع الأهالي.