يمر الهلال بمنحنى خطير في الأيام القليلة المقبلة عبر استحقاقات مهمة ومتعددة، ستكون الخسارة فيها مؤلمة وقاسية قد تفتح أبواب الغضب على إدارة الإنقاذ المؤقتة، ورغم أن الرئيس المكلف محمد الحميداني لا يملك العصا السحرية لإصلاح ما أفسده الدهر، إلا أنه حتى الآن يسير بخطى ثابتة تجد التقدير من مختلف الهلاليين، لحساسية المرحلة وللوقت الضيق الذي لن يتيح له تقديم الكثير فيما تبقى من الموسم، فضلا عن عدم إمكانية ضم أي أسماء جديدة على مستوى اللاعبين وتعويض النقص في عدد من المراكز، لكنه في المقابل سيكون تحت مجهر الجماهير بقراراته الأخيرة خاصة الفنية منها، وبدعمه المالي ودعم الحشد الشرفي الذي أعلن عن دعمه في قيادة الفريق إلى بر الأمان حتى تولي إدارة جديدة المهمة في أغسطس المقبل. مخاطرة فنية قرار المدرب اليوناني سيضع الحميداني بكامل جهده في مواجهة عشاق الزعيم الذين آثروا الصبر عليه حتى موعد المباراة الآسيوية المقبلة، إذ اتفقوا على أن السيرة الذاتية له ليست مشبعة لطموحاتهم ولا توازي حتى سيرة المقال ريجيكامبف، ما يعني أن المدرب دونيس سيكون أمام اختبار حقيقي في مواجهتي الفتح والشباب المقبلتين حتما سيكون مفصليا في علاقته بمدرج الزعيم. وبحسب كشف حساب أولي لما قدمه الرئيس محمد الحميداني حتى الآن، ووفق ردود الفعل الأولية فإن الخطوات الإدارية التي اتخذت كانت محل ترحيب، عدا قرار المدرب الذي انقسم حوله عشاق الزعيم بين من يراه دون الطموح خاصة في هذا التوقيت وبين من يرى أن شخصيته ربما تكون حاسمة جدا في إعادة الفريق لجادته. ويطمئن إصرار المدرب على منحه بعض الوقت لتعديل الأمور، خاصة بعد أن أعلنها صراحة بأن العناصر التي يمتلكها الهلال ستمكنه من تحقيق أفضل النتائج وأنه أمام تحد جديد لإثبات قوتهم في الدوري أو في مجموعتهم الآسيوية، مؤكدا بأن كثيرا من العمل ينتظرهم في الفترة المقبلة. تدخل طبي جاء قرار استعادة الطبيب الفرنسي جان مارسيل الذي انتدبه المدرب سامي الجابر الموسم الماضي، مرحبا به عند الهلاليين، إذ فقد الفريق عددا كبيرا من نجومه منذ تولي الطبيب الذي أحضره ريجي معه بسبب الإصابات، وخلال الأيام الماضية عانى الهلال من فقدان 10 من عناصره وتماثل للشفاء منهم كل من ياسر الشهراني وعبدالعزيز الدوسري وعبدالله الزوري وناصر الشمراني فيما لازال ياسر القحطاني في برنامج التأهيل الطبي بعد إصابة الرباط الصليبي، في حين انخرط سالم الدوسري أمس في تمارين اللياقة البدنية وشارك ضمن التدريبات الجماعية في الأيام الماضية غير أن إصابات نواف العابد ويوسف السالم ومحمد الشلهوب لا تزال مستمرة، حيث يغيب العابد لمدة أسبوع قبل أن ينخرط في المران الجماعي، فيما يوسف السالم سيبقى في العيادة الطبية قرابة 10 أيام أخرى وسيكون جاهزا قبل يومين من مباراة فولاذ الإيراني ضمن دوري أبطال آسيا، في حين لا يبدو أن عودة نجم الفريق وقائده محمد الشلهوب لن تكون قبل 3 أسابيع تقريبا، ما يعني غيابه المؤكد عن مواجهة فولاذ آسيويا وستكون عودته للمشاركة أساسيا ربما مع مباراة الاتحاد. تغييرات إدارية استجابت إداراة الحميداني مبكرا لتغيير أفراد وآلية العمل في المركز الإعلامي، وعهدت به إلى الزميل فيصل المطرفي بصفته مديرا، بعد رحيل عبدالكريم الجاسر الذي شهدت فترة عمله توترا في العلاقة مع الجماهير التي انتقدت أسلوبه في التعاطي مع الأحداث خاصة فيما يتعلق بموضوع ريجي والثناء المفرط عليه وتعليقاته الساخرة على بعض الجماهير، وعزز الحمداني شعبيته لدى المدرج الأزرق بتعيين مدير جديد سريعا فضلا عن تعيينه الإعلامي المخضرم أحمد الفهيد مستشارا إعلاميا للرئيس، في الوقت الذي عين فيه المهندس طارق التويجري مستشارا إداريا في المرحلة الدقيقة المقبلة. وكان قرار تعيين يوسف الثنيان صاحب الشعبية الكبيرة مستشارا فنيا له محل حفاوة جمهور النادي ولاعبيه الذين أملوا في أن يشكل وجوده إضافة كبيرة على المستوى المعنوي والنفسي، خاصة في ظل العفوية والخبرة التي يتمتع بهما والشعبية الجارفة لدى جميع منسوبي الوسط الرياضي. ويبقى الحميداني على كل حال في نظر الكثيرين أشجع شرفيي الهلال في الفترة الماضية حين تصدى للمهمة رغم غليان الشارع الأزرق، وهو ما اعتبر خطوة رائعة تستحق التقدير كون كثيرين رفضوا التورط بتولي المهمة في هذا التوقيت وعمد إلى الاستجابة لرغبة أعضاء الشرف المؤثرين في توليه المهمة، وكان الحميداني قد انتهج ساسية العمل لا الكلام في الأيام الماضية ولم يظهر متحدثا لوسائل الإعلام سوى مرة واحدة وعد فيها عشاق الزعيم وجماهيره بعمل كثير وحديث قليل للتركيز في العمل نحو تحقيق تطلعات الهلاليين - على حد قوله، وتبقى الأيام المقبلة كفيلة بتبيان ما سيقدمه الرئيس لأنصار النادي.