يئست أم عادل من الحصول على فتاة ترضى بالزواج من ابنها المعاق الذي يعاني من شلل في أحد ذراعيه، فلم تجد من ترضى به زوجا، وحين حاولت تزويجه من جنسيات أخرى، رفض عادل وأصر على الاقتران بإحدى بنات عمومته، وتجاوز عمره 55 عاما ولم يظفر بشريكة حياته التي ترضى بإعاقته والزواج منه. وروت أم عبدالله اليوسف معاناتها في البحث عن فتاة تقبل بالزواج من ابنها المعاق، وقالت: «من واقع تجربتي فإن بعض الأسر ترفض تزويج الشاب المعاق إما خوفا من لوم المجتمع كيف أنهم لم يختاروا لابنتهم زوجا سليما كمثيلاتها من فتيات العائلة، لأن في اعتقادهم أنه ليس لديه القدرة على إسعاد ابنتهم كما لو كان سليما من ناحية الاهتمام بها وبطلباتها المادية والحقوق الزوجية»، مشيرة إلى أن بعض الأسر تعتقد أن الزواج بالمعاق ليس من أجل الشراكة الزوجية والإنجاب، إنما للقيام على خدمته كممرضة وتبقى ابنتهم أسيرة الخدمة طيلة حياتها. وذكرت أم عبدالله اليوسف أن الأسر ترفض بطريقة غير مباشرة الشاب المعاق، وتفرض شروطا وطلبات تعجيزية، لا يستطيع غالبية المعاقين وربما الأصحاء الوفاء بها. وأضافت: «من خلال بحثي وجدت بعض الفتيات اللاتي يرغبن في الزواج من معاق لنيل الأجر والثواب، لكن وقوف أحد الوالدين أو كلاهما للفتاة للأسباب التي ذكرتها، يحول دون ارتباطهن بمعاقين وحرمانهن من نيل الثواب». بينما اضطرت «أم زياد» إلى تزويج ابنها الأصم من إحدى الدول العربية بعد أن يئست من الحصول له على زوجة، على الرغم من تميزه بين أقرانه بالخلق القويم والوظيفة المرموقة وتقول: «طرقت العشرات من البيوت لأجد الزوجة المناسبة التي ترضى بابني حتى ممن هي تحمل مثل إعاقته ولكن أهلها رفضوا بحجة أنها ليست مهيأة للزواج». تقول: «باحثة اجتماعية» رفضت الإعلان عن اسمها بأن معاناة أسر ذوي الاحتياجات الخاصة بشأن تزويج أبنائهم معقدة ولم يوجد لهم الحل، خصوصا فيمن يرغبون في الزواج من بنات البلد، مشيرة إلى أن هناك أسرا للأسف ترفض وبشدة تزويج ابنتهم المعاقة إعاقة تتوافق مع إعاقة المتقدم لسبب واحد للأسف وهو الاستفادة من الإعانة التي تقدمها الدولة للمعاقين، متناسين بأن ذلك يعتبر في حكم الإسلام عضلا لا يجوز.. وقد وصلتني شكاوى من معاقات بأن آباءهن يستولون على إعانتهن. وبين أخصائي التربية الخاصة بمركز الأمل «محمد غنيم» أنه بما أن الزواج حق مشروع للفرد العادي فإنه أيضا حق مشروع للمعاق مثله مثل العادي انطلاقا من المنظور الإسلامي والإنساني الذي يحث على ضرورة تحقيق متطلبات الفرد وإشباع حاجاته كي يسلك السلوك الاجتماعي السليم. وأفاد غنيم أن الزواج حق لكل إنسان لديه الرغبة في تكوين أسرة، سواء كانت الرغبة من قبل الشاب أو الفتاة من دون تفريق بين الإنسان السوي والمعوق مادامت الاستطاعة حاصلة والقدرة حاضرة. ويضيف: «غنيم» بأنه من الرغم من ما يحققه الزواج من فوائد ومصالح تعود على كلا الطرفين إلا أن هناك أصواتا ترفض فكرة زواج المعوقين سواء من أسرة المعوق أو من المعوق نفسه وتصعب من زواج المعوقين وتحسمها مسبقا بأنها تجربة فاشلة، مبينا أن البعض الآخر ينظر إلى الزواج بأنه ضرورة ملحة لكل معوق يقترن بمعوقة أو فتاة سليمة ليتغلب على هموم الإعاقة ويتجاوز مرحلة الانطواء حتى يحقق التوازن النفسي والاكتفاء الاجتماعي. وأوضحت خبيرة قضايا الصم ولغة الإشارة «لطيفة الفهيد» أنهم يحاولون اختيار عروس للمعاق تتوافق مع حالته في حال صعب الحصول على فتاة سليمة أي إن كان يعاني من إعاقة سمعية نبحث عن فتاة ذات إعاقة بصرية أو سمعية، ولكننا نادرا ما نجد توافقا في الحالات وقبول الأهل لذلك. وتنصح «الفهيد» الجهات المختصة والمعنية بأمور ومشكلات ذوي الاحتياجات الخاصة بنشر ثقافة مجتمعية بخصوص أهمية تزويج هذه الفئة من المجتمع وتقبل إعاقة المعاق في حال كانت الإعاقة لا تؤثر على أي تعامل..