بين الفرحة والخوف، وبين الرجاء والألم، بين الصراخ والحنين مرحلة قد تطول إلى ساعات، وقد تنقضي في لحظات ثم تنتهي بسعادة أبدية! بعمر ذلك الإنسان..! ولكن قد تكون نهاية ساعات الانتظار دموع ألم ومزيداً من الحزن والحسرة؟ إنه مشهد فريد لقصة واقعية تحدث في غرف التوليد كل لحظة ودقيقة، وتستمر في المتوسط نصف نهار أو عدة ساعات من الليل؟. تجيش فيها كل المشاعر الإنسانية، ويتفاعل فيها الجسم حركة وألما و(تقلصات) وعرقا ومعاناة، تصل إلى تمني الموت، فقد قالت السيدة مريم عليها السلام في تلك اللحظات (يا ليتني مت قبل هذا..)؟! مشهد تشترك في أدواره (البطلة) وحبيبها وأعز الناس إليها.. ويشترك في المعاناة وإن كان بطريقة مختلفة وأحاسيس مماثلة (مخرج) القضية ومساعدوه والمسؤولون عن السلامة وتأمين السلامة وتخفيف المعاناة واستمرار الحركة والعيش بعد المعاناة؟! إنها صورة من الحياة، ينتهي المشهد دائما ويرخى الستار على صراخ شجي وصوت فريد ونفس قدر لها أن تنضم إلى سكان الأرض وتعمر الكون وتعبد الله! وفي كل مرة يسدل الستار، تتحول دموع الألم إلى قطرت تنقل أسمى آيات الشكر والامتنان لمن يسر السبيل وأحيا الأنام.. وبين الدموع والابتسام مرحلة طويلة مؤثرة! تحفر في الذاكرة أجمل الصور وأحلى اللحظات؟. مشهد يقع في كل لحظة وفي كل مكان وعبر ملايين السنين من يوم أن خلق الله الإنسان من آدم وحواء.!! ورغم تكراره وكثرة حدوثه إلا أنه (الوحيد) الذي يقع بين الدموع والابتسام؟! ولولا الابتسام والفرحة والبهجة التي تعقب الدموع والألم والخوف لما استمرت الحياة ولا حملت امرأة من بعد حواء؟!. ولكنها سنة الله.. والحياة بين الخوف والرجاء!.