لم يقتصر نقص الخدمات البلدية أو غياب الرقابة في صبيا على الشوارع المتردية والحفريات التي تنتشر في الكثير من المواقع في المحافظة، أو الظلام الذي يخيم على الشوارع، أو الأرصفة المحطمة، بل تعداه إلى مواقع تتخذ كمأوى للمجهولين وورش لسمكرة السيارات والبويا والرش تعمل في الخفاء. وفيما يتضرر الأهالي من تلك الورش، اتضح خلال جولة ل«عكاظ» حجم المعاناة التي يعيشها السكان المجاورون لتلك المواقع، فالمتجول خلف ورش ومحلات بيع قطع غيار السيارات في مدخل صبيا وما يسمى بالمنطقة الصناعية القديمة الذي يعتبر غير بعيد عن إدارة بلدية صبيا و الجهات المعنية يلاحظ أكوام النفايات والمستنقعات، ولم يتوقف الأمر عند هذا الوضع، بل توجد ورش لصيانة السيارات ورشها وسمكرتها، ولا يعرف أحد مدى نظاميتها، لكن الملاحظ أن هناك افواج من المجهولين ومخالفي نظام العمل والإقامة يتجولون في هذه المنطقة المشبوهة، دون حسيب أو رقيب، أو مراقبة، أو نظافة. في إحدى الورش، يعترف أحد العاملين والذي يعتبر نفسه مهندسا ميكانيكيا، أنه لا رقابة على الموقع ولا مضايقات من أحد، مشيرا إلى الاستفادة من السيارات الخربة واستخدام أجزائها كقطع غيار. ويقول إبراهيم عبده: شدني المشهد في الموقع، وكم المجهولين المتواجدين فيه وكذلك أكوام النفايات التي تهدد بكارثة بيئية، والسبب يعود إلى غياب الرقابة التي تفتقدها هذه المنطقة. أما خالد السعيد والذي صادف مجيئه لإصلاح عطل في مركبته، فأكد أن الأمر لا يقتصر على تراكم المخلفات والسيارات الخربة التي أصبحت وكرا للمجهولين ولبيع الممنوعات، بل وصل الأمر إلى انتشار المستنقعات التي اختلطت بأكوام النفايات والتي من المتوقع أن تنتشر بسببها الأمراض الخطيرة في المنطقة، مبينا أن المنطقة تعج بالمجهولين والمتسللين فالأهالي يعيشون في معاناة يومية وحلقات مستمرة من قصص الرعب التي أبطالها مجهولون، مستغربين عدم حسم الأمر. كما استغرب حسن شوعي صمت الجهات المعنية وخاصة البلدية وعدم تدخلها لمعالجة هذا الوضع السيئ للغاية، وقال: أكثر ما يقلقنا حاليا الخوف من زيادة أعداد السيارات الخربة والتالفة التي أصبحت مرتعا للزواحف السامة ومليئة بالثعابين والعقارب المندسة وسط أكوام النفايات المتكدسة، كما أنها تشوه المنظر العام للحي. وأضاف أن المجهولين يقومون بإصلاح المركبات وحتى سمكرتها ورشها بالبويا في الحال بدون أوراق رسمية، وربما تكون تسببت في حادث سير أو مسروقة، نتمنى مراقبة هذا الوضع أمنيا حتى تنتهي العشوائيات والفوضى التي تسود هذا الحي الذي معظم سكانه مجهولون. وذكر شوعي أن ورش إصلاح السيارات الواقعة خلف محلات بيع قطع الغيار تشعرك أنك وسط أكوام النفايات والمستنقعات التي تنبعث منها الروائح الكريهة، وعندما تسأل أي شخص في هذا الموقع يكون الرد بأن هذا هو المألوف لأنه بعيد عن الرقابة، ولهذا تشاهد المجهولين في فوضى وحروب وصياح ومشاكل دائمة ومناظر لا تطاق. وبين عبده أن المنطقة الصناعية والورش المتناثرة والتي أبطالها مجهولو الهوية لا يستطيع الزائر دخولها بسهولة، بسبب العشوائية داخل هذه المنطقة لتراكم السيارات التالفة، وحتى الآن لم توضع الحلول لإنهاء معاناة المواطنين، ولا يخفى أن الموقع مقزز من مخلفات السيارات والزيوت، وما نتمناه هو تدخل الجهات المسؤولة لإصلاحه وإزالة كل المخلفات. من جانبه، قال رئيس بلدية صبيا المهندس مشهور بن قاسم شماخي إن هذا الموقع يعتبر منطقة صناعية قديمة جدا وعشوائية وغير منظمة، وأغلب المواقع التي تليها من الخلف يصعب الوصول إليها، ولكن بحمده وتوفيقه قد انتهت منطقة الصناعية الجديدة وقد بدأت البلدية بنقل المحلات إليها مما خفف الضغط على المواقع القديمة، الأمر الذي استوجب تصحيح أوضاعها لتتلاءم مع الواقع الجديد. وأضاف أن المخلفات التي أشرتم إليها هي جزء من عملية التصحيح ولذلك قد أزالت البلدية جزءا منها سابقا، وهي مستمرة في إزالة ما تبقى ولعلكم لاحظتم أن طبيعة واستخدامات المحلات في تلك المنطقة قد اكتست حلة جديدة تتناسب مع ما هو مخطط ومرسوم لها. وحول مطالبات أهالي صبيا بإزالة ركام النفايات من تلك المواقع، والقبض على المخالفين المندسين بين أكوام السيارات التالفة، أوضح شماخي أن هذا يخص الجهات الأمنية حتى تنتهي المعاناة والمشاكل اليومية التي تحدث منهم، مبينا دور البلدية في ردم كل المستنقعات وتجفيف مصادرها ورشها للقضاء على أسراب البعوض والذباب الذي هاجم المنازل المجاورة للمنطقة.