لا ينكر أهالي خباش (70 كم شرقي مدينة نجران)، اهتمام بلدية المحافظة بالشارع الرئيسي للمحافظة من خلال التجميل والرصف والتشجير، لكنهم يستغربون تجاهلها سفلتة الشوارع الفرعية المؤدية للمنازل، فسيطرت العشوائية على المحافظة، عدا الأحياء التي ما زالت بعيدة عن التخطيط، والتي تفتقر إلى الخدمات البلدية من إنارة ونظافة ورصف. ومن يزور خباش يلاحظ أن ساحات بعض المحلات التجارية ومحطات الوقود بدون سفلتة وتتطاير منها الأتربة، مسببة مشاكل صحية للمجاورين. الأسوأ أن المحافظة باتت موطنا للذباب، الذي ينتشر بشكل كبير في الشوارع وداخل البيوت ملوثا الأطعمة، بل ويتسلل إلى داخل سيارات زوار المحافظة، يضاف إلى ذلك الإبل النافقة التي تنتشر على قارعة الطريق الرئيسي الرابط مع محافظة شرورة وداخل النطاق العمراني. وفي جانب آخر، لاحظت «عكاظ» في جولتها على المحافظة، وجود بيارة صرف صحي ومخلفات خلف مبنى مدرسة خباش الابتدائية للبنات، مشكلة خطرا على حياة الطالبات ومخاوف من سقوط إحداهن في هذه البيارة القديمة التي خلفها المقاول بعد الانتهاء من إنشاء المبنى المدرسي. ويشكو الأهالي ومنهم داود عجيم آل مطارد، وجعمل علي آل كليب، من نقص الخدمات البلدية وعدم اكتمال مشروع الطريق الرئيسي الذي يربط المحافظة من الشرق والفاصل بين المزارع والمنازل، حيث نفذ جزء منه مزدوج وترك الجزء الآخر الذي يرتبط بطريق شرورة مسار واحد، وقالا إنه حصد الكثير من الأرواح ويشهد حفريات ساهمت في انحراف السيارات عن مسارها مسببة حوادث مميتة، وطالبا باستكمال مشروع الطريق كمزدوج كما انتقدا توقف الطريق الدولي من مركز الحصينة إلى مركز منفذ الخضراء والذي يتقاطع مع الطريق الرئيسي للمحافظة. ويضيف آل مطارد: إن المحافظة تحتاج إلى مركز للدفاع المدني وفرقة إسعاف لهيئة الهلال الأحمر ومكتب للضمان الاجتماعي وفرع لوزارة العدل وجمعية خيرية، وصرافات بنكية، متسائلا عن أسباب تجاهل مديرية المياه بالمنطقة لسقيا محافظة خباش، على الرغم من أنها تعد المصدر الرئيسي لمشروع جلب مياه الربع الخالي، ومع أنه تم الانتهاء من الشبكة وإيصال عدادات المياه للمنازل، ولكن لم نستفد من المشروع وسكان المدينة والمحافظات البعيدة يشربون من هذا المشروع رغم أن المحافظة أقرب للمشروع، مؤكدا أن اعتماد السكان على مشروع السقيا إلا أنه لا يكفي احتياج السكان. واشتكى صالح آل سنان، من ملوحة مياه مشروع السقيا التي تجلبها مديرية المياه للمحافظة عوضا عن مشروع مياه الربع الخالي حيث تسببت المياه المالحة في تعطيل صنابير وأنابيب المياه داخل المنازل، مما كلف السكان خسائر مادية في إصلاح أعطال السباكة التي كانت بسبب جلب مياه مالحة لا تصلح للشرب، مضيفا أن سكان المحافظة يجلبون مياه الشرب النقية على حسابهم الخاص في ظل فشل مشروع السقيا وحرمانهم من مشروع الربع الخالي. وبين آل كليب، أن المحافظة تفتقد النظافة وتعاني من قلة الحاويات ويتكاثر فيها الذباب في ظل غياب المكافحة من قبل البلدية وعدم الرش المستمر، مستغربا عدم تشغيل مستشفى محافظة خباش العام من قبل صحة المنطقة رغم تجهيزه منذ فترة، ولكن للأسف لم يقدم خدمات طبية بالشكل المأمول حتى الآن، مشيرا إلى أن المحافظة تشهد عددا من الحفر العميقة التي خلفتها بعض الشركات وتسبت إحداها في حادث مروري لشقيقه هادي، حيث تعرض إلى عدد من الإصابات بسبب تلك الحفرة، مشيرا إلى أنه بعث برقية عاجلة إلى الجهات المختصة طالب من خلالها بمحاسبة المتسبب وتعويض شقيقه لما لحقته من أضرار بسبب سقوط سيارته في الحفرة، حيث حولت شكواه إلى محافظ خباش لطلب الإفادة، والذي بدوره أحالها للشرطة، والتي بدورها ألزمتني من خلال تعهد خطي بتقديم الشكوى للمحكمة، مستغربا تعامل المحافظ مع شكواه، وقال «لو كنت أعلم من هو المتسبب لقاضيته في المحكمة مباشرة».واتهم محمد علي آل سليمان أحد سكان المحافظة، رئيس بلدية خباش بتجاهل سفلتة طريق فرعي نافذ معتمد له جميع خدمات المياه والكهرباء تمر بجانبه، ويخدم عددا من المنازل من ضمنها منزله، وقال: رئيس البلدية رفض السفلتة واستجاب لرغبات بعض المعارضين على المشروع، مما دفعني إلى تقديم شكوى إلى أمين المنطقة الذي تفهم الوضع ووجه الشكوى إلى مدير شؤون البلدية لمخاطبة بلدية خباش لسفلتة الشارع وعدم الالتفات لأي معارضات ما لم تكن هناك مستمسكات شرعية، إلا أن رئيس بلدية المحافظة رفع خطابا للأمانة اتهمني من خلاله بالاعتراض على المشاريع، وتمت إحالة المعاملة للشرطة والتي بدورها أخذت علي تعهدا بعدم الاعتراض على أي مشروع رغم عدم اعتراضي على المشاريع، مطالبا بتشكيل لجنة للوقوف على الطريق الذي يطالب بسفلتته رغم تعميد الأمين وتحويل رئيس البلدية الموضوع إلى اتهام باطل حسب قوله. من جانبها، عرضت «عكاظ» الأمر على رئيس بلدية محافظة خباش المهندس فراس سالم آل عاطف سلطان، للتعليق حول دعوى المواطن والتعرف على رفضه سفلتة طريق معتمد يخدم منازل مواطنين صدرت بحقه تعليمات من أمين المنطقة، ومدى صحة تحويل الطلب إلى اتهام المواطن بتعطيل المشاريع، حيث قال «حاولت إقناع المواطن آل سليمان أن الطريق يحتاج إلى تعديل ليخدم أكثر عدد من المنازل، وشكلت عدد من اللجان، ووقفت شخصيا أكثر من مرة، إلا أن المواطن يرفض تعديل الطريق، ويهدف من سفلتة الطريق حسب مزاجه إلى الضرر بالآخرين». وحول رصد «عكاظ» غياب السفلتة عن أغلب الشوارع الفرعية المؤدية للمنازل، أوضح رئيس البلدية أن السفلتة على قدر المستطاع وما هو مرصود من مبالغ مالية، مشيرا إلى دراسات أجريت للشوارع التي تحتاج إلى سفلتة.