ما بين جبال القهر بالريث في الجنوب وقرى الثافرة وطور آل حسن شمالي عسير، تموت قرية الشامية بمحافظة الريث بمنطقة جازان عطشا، فمنذ 10 أيام وأهالي الشامية يبحثون عن مياه الشرب المنقطعة عنهم باستمرار بسبب جفاف سدهم الذي كونته الطبيعة بين جبال الشامية ذات الطبيعة الوعرة التي لم تمتد إليه وزارة المياه لتضمه إلى سدودها المشهورة وبقي شاهدا على حاجة الإنسان إلى المياه في تلك الجبال. سكان الشامية أكدوا أن معاناتهم مع العطش وصلت لحالة لا تسر، والذي امتد لتصبح وأسرهم وأطفالهم ومواشيهم مهددة بالموت عطشا، فالشامية تعيش حصار الجبال الشاهقة والطرق الوعرة وجفاف منابع المياه وسدودها الطبيعية التي شهدت أول جفاف لها منذ 100 عام كما يروي سكانها. الشامية وسكانها شاهد حي لما تشهده قراهم من حصار الطبيعة وجفافها وغياب مشاريع السقيا، فصور الآبار التي رصدتها «عكاظ» كشفت المستور وأبانت حقيقة غياب أي مشروع، وسقوط قرى الشامية من خارج كشوف فرع وزارة المياه. وحاول الأهالي قهر المعاناة، فبادروا إلى النزول بين تلك الصخور التي كانت تتجمع فيها المياه ليشربوا منها ويسقوا أغنامهم وقاموا بتنظيفها لكونها المرة الأولى منذ عصور يجف فيها سد الشامية كما يسميه أهلها، ونزحوا طبقات الطين المتجمعة عبر عربيات تم إنزالها إلى قاع السد وبكرات لسحب الطين عبر جذع شجرة علقت به تلك بكرات السحب وحبال يتناوب عليها عدد من سكان الشامية لسحبها وتنظيف السد الذي كانوا يستقون منه. يقول يحيى الأصغري أحد سكان الشامية: شح المياه في القرية بات يهدد السكان منذ عشرة أيام، متسائلا عن تجاهل الشامية من مشاريع السقيا على الرغم من تأمين مشروع للمياه في القرى المجاورة وانقطاعها عن هذه القرية. وأضاف محمد أبو غدرة: القرية بلا ماء لأكثر من أسبوعين، والسكان يعيشون في حالة صعبة جدا بسبب جفاف السد الوحيد في القرية، مما اضطر بعضهم إلى هجر القرية بحثا عن الماء. وبين صالح المصغري: كيف لنا العيش من دون ماء؟، مستغربا غياب المسؤولين في محافظة الريث عن إيجاد حل سريع لهذه الأزمة التي لا تحمد عقباها، مضيفا: لا توجد بالقرية قطرة ماء، فالأهالي في حالة يرثى لها، مشيرا إلى أن أقرب قرية لهم هي في جبل القهر وهي تبعد عنهم نحو ثلاث ساعات بسبب وعورة الطريق، والأهالي لا يستطيعون جلب الماء من هناك لأن أغلب السكان بلا سيارات. وبين محمد مزري: بعد تقديمنا الشكاوى للمسؤولين في محافظة الريث لاحظنا أن هناك تجاهلا غير مبرر من الجهات المختصة، وعدم قيامهم بواجبهم من توفير الحل البديل في ظرف طارئ كهذا. وطالب الأهالي فرع المياه بالريث بالوقوف على هذه المشكلة وإيجاد الحلول العاجلة متسائلين عن غياب مشروع السقيا الذي أعلنته المياه قبل شهور لقرى جبل القهر ومن ضمنها قرية الشامية، وعلى الرغم من استغاثات وصرخات المواطنين ليل نهار إلا أن مسؤولي المحافظة قد صموا آذانهم عن سماع شكواهم وبات العطش يهدد السكان. من ناحيته، أكد محافظ الريث عثمان الراحجي أن سكان قرى الشامية يعانون من شح في المياه وتمت مخاطبة فرع المياه في جازان أكثر من مرة واستقبلت المحافظة العديد من الشكاوى عن شح المياه وتم الرفع بطلب مشروع لأهالي جبل الشامية وقراها وذلك بتكليف متعهد للسقيا ولكن مياه جازان توعد ولا تنفذ مما أوقعنا في حرج من السكان.