رأى ممثل منظمة الصحة العالمية في المملكة الدكتور حسن البشري أن الهدف من وجود منظومة المستشفيات في كل دول العالم هو علاج المريض والمحافظة على صحته في أجواء خالية من أي عدوى بكتيرية أو فيروسية، مبينا أن وجهات النظر تختلف بين وزارة صحة في دولة عن أخرى، فهناك من يرى إقرار مبدأ العقوبة والحوافز من باب الحرص والتشديد في تطبيق أسس ومعايير مكافحة العدوى بدقة وهذا شأن داخلي. وشدد على أنه لا يمكن القضاء على الفيروس في ظل استمرار الممارسات الفردية الخاطئة. وردا على سؤال «عكاظ» حول العقوبات التي تطبقها وزارة الصحة على المستشفيات المخالفة في الإبلاغ عن كورونا، قال: «نحن في منظمة الصحة العالمية ليس لنا أي رأي في الأمر». وأكد أن تسجيل حالات إصابات فردية بفيروس كورونا لا يسبب قلقا دوليا، لافتا إلى أن الجهود مستمرة للسيطرة عليه داخل المملكة من خلال البرامج التي وضعتها وزارة الصحة، مضيفا «الهدف الأساسي في هذه الفترة هو تقليص عدد الحالات داخل المنشآت ومنعها من الحدوث، وقد نجحت وزارة الصحة إلى حد كبير في هذا الجانب لأنه من الملاحظ أن الحالات التي تسجل، حالات فردية، وبالتالي فإن استمرار وتعزيز وتفعيل كل برامج مكافحة العدوى داخل المنشآت الصحية يحمي من انتشار أي عدوى، بجانب استمرار الدورات التدريبية لجميع الكوادر الصحية في كيفية التعامل مع حالات كورونا بما يضمن عدم تعرض أي ممارس صحي لأي عدوى». ولفت إلى أن الإصابات التي تحدث في مختلف مناطق المملكة، إصابات أولية ناتجة عن سلوكيات فردية، حيث وجد من خلال بعض الحالات المصابة المؤكدة أنها مخالطة للإبل، ومعروف أن الإبل ناقل للفيروس وليس المصدر الرئيسي له، وبالتالي فإن أي تعامل مع جمال حاضنة للفايروس يعرض الشخص لاكتساب العدوى وكان من الممكن تجنبها إذا تقيد الفرد بالاشتراطات الصحية عند تعامله مع الجمال، ومن أهمها ارتداء الكمامة والقفازات، وهذا العامل بدوره قد ينقل العدوى عبر المخالطة للآخرين، أيضا نجد أن هناك إرشادات وتوعية بعدم تناول حليب الإبل إلا بعد غليه تماما، ولكن الكثير من أفراد المجتمع يتساهلون ويتهاونون في ذلك، ومن وجهة نظري أن استمرار السلوكيات الخاطئة رغم التوعية الموجودة لن يقضي على تسجيل ورصد الإصابات، فالمشكلة لدينا في الوعي الصحي لدى الفرد. وعن إمكانية أن يكون هناك مصدر آخر لسبب مرض «كورونا» غير الجمل، قال البشري: هناك أبحاث تجرى في الوقت الحالي لحسم الجدل عن مصدر مرض «كورونا»، وذلك بالتعاون مع وزارتي الصحة والزراعة في المملكة وعدد من المنظمات العالمية، إضافة إلى الباحثين في الجامعات، لمعرفة مؤشرات الفيروس، مع التنويه إلى أنه لم يتم التوصل للقاح مضاد لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط، مع استمرارية الأبحاث في هذا الاتجاه. واشار إلى أن الصحة اتخذت العديد من الخطوات التي من شأنها تجنب انتشار أي عدوى داخل المنشآت، منها تخصيص عيادات فرز أولية لجميع الحالات وإعداد تقارير عنها قبل دخولها الطوارئ الذي يعد أهم بوابات المستشفى، فإذا انتشرت أي عدوى في الطوارئ يترتب عليها انعكاسات كبيرة، ومن الخطوات أيضا تخصيص غرف عزل لحالات الاشتباه مزودة بالضغط السالب، وكل هذه الأمور تضمن سلامة الكادر الصحي داخل المنشآت الصحية. وحول الإغلاق الجزئي لطوارئ مستشفى الملك خالد الجامعي، قال ممثل المنظمة العالمية في المملكة: هذا الإجراء سليم ووقائي حتى لا يكون هناك انتشار للعدوى داخل المستشفى؛ لأنه يهمنا ألا يكون المستشفى مصدرا للعدوى، وقد اتخذت إدارة المستشفى بمشاركة الصحة الكثير من الخطوات الاحترازية التي تضمن عدم اكتساب الممارسين الصحيين أو المخالطين لأي عدوى نتيجة هذه الحالة، مع التأكيد على أن المدينة الطبية بجامعة الملك سعود تطبق إجراءات وقائية بهدف حماية منسوبيها وزوارها من كورونا، مع استمرار التنسيق على مدار الساعة مع مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة.