أكدت ل«عكاظ» رئيس فريق التصدي لفيروس إيبولا وعضو في فريق التصدي لفيروس كورونا بمركز القيادة والتحكم ومديرة البرنامج الوطني لمكافحة الدرن بوزارة الصحة الدكتورة تمارا طلال طيب، أن سبب زيادة الحالات المسجلة لإصابات كورونا في هذا الوقت من العام ليس زيادة فعلية في هذه الحالات، بل هو انعكاس لتحسن الرصد في المنشآت الصحية بشكل كبير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة، مما حد من انتشار العدوى في المنشآت الصحية وساعد على ذلك انتشار المعرفة بين العاملين الصحيين في أقسام الطوارئ خاصة بالتعريفات المختلفة للمرض. ولفتت إلى أنه ثبت بالدليل العلمي القاطع داخل المملكة وخارجها أن الإبل حاضن رئيسي لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأن أكثر من 90% من الإبل التي جرى فحصها لديها أجسام مضادة للفيروس مما يدل على إصابتها به. وأوضحت أن فيروس «إيبولا» الذي اجتاح بعض الدول الأفريقية موجود منذ أكثر من 40 عاما ولم يختف، لكنه كان محصورا في القرى النائية وسط أفريقيا، وظهر مؤخرا في مدن كبيرة بثلاث دول شرق أفريقيا وانتشر بسرعة كبيرة بسبب ضعف الأنظمة الصحية في هذه الدول. وفي ما يلي نص الحوار: السيطرة على إيبولا هذا العام بصفتك المشرفة على ملف إيبولا، كيف هو مسار المرض الآن على المستوى العالمي، وماهي أسباب عودته مجددا في بعض دول أفريقيا رغم اختفاء الفيروس؟ الفيروس موجود منذ أكثر من 40 عاما ولم يختف لكنه كان محصورا في القرى النائية في وسط أفريقيا ولكن هذه المرة ظهر في مدن كبيرة في ثلاث دول في شرق أفريقيا وانتشر بسرعة كبيرة بسبب ضعف الأنظمة الصحية في هذه الدول وعدم تطبيق أساسيات مكافحة العدوى مقرونة بالتأخر في التبليغ عن الحالات وعدم حصر للمخالطين بدقة مما أدى إلى انتشار الفيروس في المجتمع وازدياد غير مسبوق للحالات، وهنا أنوه إلى أن تضافر الجهود الدولية أدى مؤخرا إلى ظهور بوادر مشجعة على قرب التحكم بالمرض، وإذا استمر التقدم المحرز حاليا فيتوقع أن يكون الوباء تحت السيطرة منتصف العام الحالي 2015م إن شاء الله، مع هذا فإن وزارة الصحة في المملكة بذلت وتبذل كل ما تستطيع لإعداد المنشآت الصحية والعاملين فيها والمجتمع كذلك للتعامل مع أي حالة إيبولا مشتبهة. عودة كورونا عودة كورونا أثارت المخاوف مجددا في مناطق المملكة، من وجهة نظرك ما هي أسباب عودة المرض؟ نعتقد أن سبب زيادة الحالات المسجلة في هذا الوقت من العام ليس زيادة فعلية، بل هو انعكاس لتحسن الرصد في المنشآت الصحية بشكل كبير هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة مما حد من انتشار العدوى في المنشآت الصحية، كما ساعد على ذلك انتشار المعرفة بين العاملين الصحيين في أقسام الطوارئ خاصة بالتعريفات المختلفة للمرض، أيضا لوحظ تحسن ملحوظ في سرعة التبليغ عن الحالات المشتبهة من المستشفيات الخاصة والقطاعات الصحية الأخرى، ويدل على ذلك أن متوسط عينات الاشتباه التي كانت تستقبلها مختبرات الوزارة العام الماضي حوالي 7000 عينة شهريا مقارنة، بأقل من 1000 عينة في مثل هذا الوقت من العام الماضي. مراكز القيادة والتحكم كيف تقيمين دور وجود مركز القيادة والتحكم وفروع له في مديريات الصحة بمختلف مناطق المملكة؟ أنشئ مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة استجابة للتزايد في حالات فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في كل من جدة والرياض في شهر رجب 1435ه بهدف رفع قدرة الوزارة على رصد المخاوف الصحية المتنامية في المملكة في وقتها الأصلي، وضمان إدارة التحديات الصحية عبر اتباع نهج شامل ومنظم. ويضم مركز القيادة والتحكم التابع لوزارة الصحة أطباء وعلماء وباحثين وخبراء الرعاية الصحية والتخطيط لحالات الطوارئ، ويعمل بقيادة وكيل الوزارة للصحة العامة تحت الإشراف المباشر من وزير الصحة وبالتعاون مع خبراء عالميين ومنظمات دولية مثل منظمة الصحة العالمية ووكالة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية، وحيث إن الأمراض المعدية المستجدة خصوصا حيوانية المنشأ تشكل أخطارا مستمرة على الأمن الصحي لدول العالم فإن الوزارة تهدف إلى أن يكون هذا المركز وسيلتها لاستباق كل أنواع الطوارئ الصحية ورصدها والاستجابة لها حال حدوثها، أما افتتاح فروع لمراكز قيادة وتحكم على مستوى المديريات الصحية فيهدف إلى إعطاء هذه المديريات الصلاحيات والإشراف المباشر على أعمال الرصد والتبليغ والاستجابة للأمراض المعدية وعلى رأسها فيروس كورونا. الفيروس الشرس هل الخطوات التي اتخذت لمواجهة الفيروس الشرس (كورونا) كافية؟ قام فريق التصدي بمركز القيادة والتحكم بوضع إجراءات وقائية واحترازية بالتعاون مع مراكز القيادة والتحكم الفرعية في المناطق والقطاعات المختلفة كوزارة الزراعة، وكذلك مع المنظمات العالمية كمنظمة الصحة العالمية، وCDC وتشمل سبل الوقاية والحماية للعامة وكذلك للعاملين الصحيين وكيفية التعامل مع الحالات والاستعدادات الخاصة بالتشخيص والتحليل في المختبرات، وهناك محور الاستعدادات المشددة في مكافحة العدوى في المستشفيات والتوعية الصحية. الفريق العالمي زارنا خلال الأسبوع الماضي وفد عالمي رفيع المستوى من منظمة الصحة.. ما هي أبرز ملاحظاتهم على جهود الصحة لمكافحة المرض؟ الهدف هو أن نعمل سويا، وأن يقدم الخبراء في المنظمة التوصيات والعون والمشورة، حتى نصل إلى تحسن الوضع وتحقيق النتائج التي نسعى لها جميعا وتعزيز الخدمات الوقائية، والحد من عدوى المنشآت الصحية، بالإضافة إلى تقوية التنسيق بين القطاعات المعنية بصحة الحيوان والإنسان، ومن بين التوصيات التي أوصت بها المنظمة، زيادة الاهتمام بالأبحاث العلمية ومشاركة جهات من كافة أنحاء العالم في القيام بها، وضرورة التقيد والالتزام بمعايير مكافحة العدوى في المنشآت الصحية، وتطبيق الإجراءات الخاصة بالعزل والوقاية في الطوارئ. تقلبات الطقس تتوقع الصحة نشاط الفايروس أكثر خلال الشهور المقبلة نتيجة تقلبات الطقس، ما هو تعليقك؟ تقلبات الجو تضعف قدرة الجهاز التنفسي على مقاومة الأمراض المعدية، وبصفة خاصة الفيروسات، وهذا ملاحظ في فيروسات الزكام والإنفلونزا وكذلك في كورونا. الأبحاث العلمية هل الأبحاث التي أجريت على المستويين المحلي والعالمي كافية لكشف أسرار كورونا؟ لا، نحتاج للمزيد وهذا ما تسعى إليه الوزارة لتسهل إجراءات البحوث العالمية من كافة القطاعات والدول، الفيروس ما زال غامضا ولا نعرف كل الحقيقة عن فيروس (كورونا)، لكننا نعرف العديد من الأمور عن جيناته وصفاته التي تحدث يوميا من خلال إصابة أفراد المجتمع أو بعض الممارسين الصحيين من خلال عملهم داخل المستشفيات، ونعرف أن الإبل هي أحد مصادر هذا المرض، ونحتاج أن نعرف المزيد عن المسبب وكيفية انتقال العدوى من مصدره إلى الإنسان، ولهذا يجب أن نبحث اليوم حول هذا المرض، وفي بحثنا حتما سنتعرف على أمور أخرى يمكن أن توصلنا إلى الحقيقة الكاملة لهذا الفيروس. جدل الإبل مازال الجدل قائما حول دور الإبل في نقل الفيروس، وجهة نظرك؟ ثبت بالدليل العلمي القاطع داخل المملكة وخارجها أن الإبل هي حاضن رئيسي لفيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وأن أكثر من 90% من الإبل التي جرى فحصها لديها أجسام مضادة للفيروس مما يدل على إصابتها به إلا أن ذلك لا يعني أنها معدية للبشر حيث إن الإبل المعدية هي فقط تلك التي تحمل الفيروس الحي في إفرازاتها التنفسية خاصة. ماهي أبرز النصائح الموجهة للعاملين في حظائر الإبل؟ في ظل عدم وجود لقاح فعال وعدم إمكانية التفريق بين الإبل الحاملة للفيروس من غيرها يجب علينا التركيز على تغيير سلوكيات التعامل مع الإبل وذلك بتجنب مخالطتها إلا للضرورة خاصة لمن لديهم أمراض مزمنة أو نقص مناعة، وعند مخالطة الإبل يراعى استخدام ملابس واقية وتخلع عند مغادرة مرابض الإبل مع الحرص على تطهير الأيدي وعدم لمس العينين والأنف إلا بعد تطهير الأيدي.ثبت علميا أن الإبل حاضنة لفيروس كورونا