رأى الروائي والناقد طاهر الزهراني أن رواية «شوق الدراويش» للروائي السوداني حمور، وهي إحدى الروايات الست التي دخلت القائمة القصيرة للبوكر، الأقرب للفوز بالبوكر العربية، لافتا إلى أن عالم حمور زيادة فاتن ولغته مدهشة، موضحا أن في «أرض السودان.. الحلو والمر» والأرض المعتقة بالحكايات الأصيلة، فأهلها «مسامير الأرض» منتشون مثل «الزين» حالمون مثل «الفرفار» متحضرون مثل «مصطفى سعيد» عشاق مثل «بخيت منديل» وكل مدنها ممزوجة بالوجع والآمال، تكتنف الفرح والحزن، مدن قريبة من الله والناس، مؤكداً أن الروايات الأصيلة، القصصية العميقة، والسرد المكتوب بشغف وفن، من الطيب صالح إلى أمير تاج السر وعبدالعزيز بن بركة، وأخيرا الشاب حمور زيادة بروايته الأخيرة «شوق الدرويش» عمل يعتبر فاصلة في السرد السوداني، كون «شوق الدراويش» الصادرة هذا العام من دار العين المصرية، رواية ملحمية تدور أحداثها في زمن الثورة المهدية بالسودان (1885 1899م) التي قامت بزعامة محمد أحمد المهدي، وإن كانت لا تقصد الأحداث، لكنها ترفع الهامش فيصبح متنا، مشيرا إلى أنه في البداية الصدر لابن عربي، والإهداء إلى التي.. ثم مطلع الرواية (مدينة مهدي الله، بقعة الإيمان دكتها قنابل الكفار! لست خائفا من الموت.. أنا خائف ألا أراكِ مرة أخرى.. أنا آتٍ يا حواء). ويضيف الزهراني: «بخيت منديل» يحب، يفقد، يسجن، يثأر، يربطنا الكاتب بخيط عبر عوالمه لتزيد الرؤية، وتتضح الصورة أكثر كلما ولجنا في العوالم، ورغم تشظي الزمن، وتدوير الأحداث، إلا أنه الكاتب مزجها بفن، وربط بينها بذكاء، وسردها بحس، بشوق درويش، ووجد صوفي، ولوعة محب، حتى المفاجأة يوظفها بشكل مذهل، وفي الوقت الذي نشعر فيها بموت الحدث، يبعثه تارة أخرى وبقناعة تندر أن نجدها في عمل أدبي، إلا في مثل هذه الرواية الباذخة، هذا غير إلمام الكاتب بالأحداث الكبرى التاريخية، والوثائق، والمذكرات، ومزجها بالهامش، مع إحاطة بالتفاصيل الصغيرة، ويذهب إلى أن حمور يتعمد في هذه الرواية حضور الرمز، ويهمش، ويأتي البسيط فيعتلي الحدث ويصبح بطلا، يقربه الكاتب من القارئ، لدرجة رؤية المسام، وشم العرق! ويصف لغة الرواية بالسردية الفريدة، والسهلة المطعمة بشعرية خفيفة، وبوجد صوفي يبعث في النفس الانتشاء، رواية متماسكة، لا حشو، ولا ترهل.