قال وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد بن سليمان الجاسر ل «عكاظ»: إن البطالة من سنن الله، ولا تستطيع أن تقضي عليها كليا. وأضاف «أنه لا يوجد مجتمع منذ عصر النبوة حتى وقتنا الحالي، سواء كان صناعيا أو ناميا، إلا ويوجد فيه بطالة، ولذلك فإن معالجة البطالة والتعامل معها يجب أن تكون عملية مستمرة، خاصة من ناحية إيجاد فرص العمل، ومن ناحية أخرى تأهيل المواطنين للحصول على تلك الوظائف، وبهذا سوف تستمر البطالة في الانخفاض». وأكد أن معدل البطالة في المملكة يبقى مقارنة بالدول الأخرى معتدلا جدا؛ لأنه إذا أخذت الإحصاءات الدولية للبطالة ستجد أن البطالة في المملكة أقل من 6 %، والبطالة بين السعوديين وغيرهم نحو 2.7 % فقط، وأعتقد أنها معقولة ولكن يجب أن لا نكل ولا نمل من محاولة خفض هذا المعدل باستمرار، وخاصة بإيجاد فرص عمل ذات عائد جيد ونوعية مرتفعة. جاء ذلك على هامش ورشة عمل تطوير كفاءة القطاع الحكومي لمواكبة المتغيرات الاقتصادية، التي نفذها مركز إعداد وتطوير القادة بمعهد الإدارة العامة، بالتعاون مع البنك الدولي. وقال: إن المملكة بصدد تنفيذ استراتيجية التحول إلى مجتمع المعرفة والاقتصاد القائم على المعرفة؛ لأن ذلك سيؤدي بلاشك إلى زيادة معدلات النمو المستدام وتحقيق تنافسية الاقتصاد وزيادة الإنتاجية وإيجاد فرص عمل للشباب السعودي عالي التأهيل. وأشار في الوقت ذاته إلى أن أداء القطاع الحكومي متصاعد ومستمر يعكس الخطوات التنموية التي تقوم بها المملكة على كافة المستويات، ولكن اقتصادنا وسكاننا وتطلعات شبابنا أصبحت كبيرة وضخمة مع مرور الوقت، ولذلك يجب أن نواكب هذه الطموحات والتطلعات، سواء على مستوى المواطن والقياده. وقال: إن اقتصاديات الكفاءة ستعزز من معدل النمو الاقتصادي، وإيجاد فرص عمل ورفع نوعية وكفاءة الخدمات التي تقدم للمواطن. وحول الخطط التنموية التي تطبق في المملكة، زاد الجاسر أنها لبنات في البناء الاقتصادي المراد تشييده لهذا الوطن، ونحن واثقون بأن الطموحات سوف تتحقق، مؤكدا بأنه يجب أن نتحدث عن التحديات لكي نتجاوزها وننجز ذلك البناء. وأشار إلى أن الوزارة تقوم بجهود بتوجيهات سامية، لنصل في التنمية الاقتصادية للمستوى المطلوب. وعن الإحصائية الأخيرة لمصلحة الإحصاءات لعدد العاطلين وهو 650 ألف عاطل، قياسا بعدد السكان، قال الجاسر: إن الاقتصاديين لم يتفقوا عليها، وبنفس الوقت لن أقول إن هناك رأيا واحدا يتفق عليه الاقتصاديون. مشيرا في الوقت ذاته إلى أنهم في وزارة الاقتصاد يعتقدون أنه لطالما هناك من يبحث عمل، فيجب إيجاد فرص العمل وتهيئتها لكي يحصل المواطن السعودي على العمل الكريم؛ لأنه صاحب الحق الأول في تلك الفرص، وبنفس الوقت الاقتصاد السعودي ينتج فرص عمل هائلة جدا، والدليل على ذلك أن لدينا نحو 10 ملايين ضيف من خارج المملكة يشاركوننا في عملية التنمية. وأفاد أن المملكة قفزت قفزة تنموية كبيرة في مختلف المجالات، حيث نمت قيمة الصادرات غير النفطية من 5.6 مليار دولار عام 1999 إلى 54 مليار دولار عام 2013م. وأكد الجاسر أن من أكبر التحديات التي تعيق رفع كفاءة اقتصادنا الوطني تعدد الشرائح المكونة لسوق العمل، والإشارات الخاطئة التي يرسلها للمتعاملون معه.