بعد أسبوع فحسب من إعلان وزارة العمل ومصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات أنهما حسمتا التضارب بين الجهات الحكومية التي تعلن معدل البطالة، وتأكيدهما أن المعدل المذكور يبلغ 11.7 في المئة، طبقاً لبيان مشترك في 16 شباط (فبراير) الجاري، قال وزير الاقتصاد والتخطيط السعودي الدكتور محمد الجاسر إن نسبة البطالة تبلغ 6 في المئة فقط «مقارنة بالدول الأخرى وفق الإحصاءات الدولية». بيد أن الوزير قلل من شأن مشكلة البطالة وتبعاتها على المجتمع السعودي، بقوله أمس إن «البطالة هي من سنن الله، ولا يوجد مجتمع منذ عصر النبوة إلى الآن إلا وفيه بطالة». ولم يوضح الجاسر إن كان يقصد بذلك أن أي مساع لمعالجة البطالة محكوم عليها بالفشل. (للمزيد) ووصف وزير الاقتصاد والتخطيط معدل البطالة في المملكة بأنه «معتدل»، ويبلغ 6 في المئة، مقارنة بالدول الأخرى وفق الإحصاءات الدولية، مشيراً إلى أن ما يعوق رفع كفاءة الاقتصاد السعودي «تعدد الشرائح المكونة لسوق العمل، والإشارات الخاطئة التي يرسلها للمتعاملين معه، نتيجة لكثافة توظيف السعوديين في القطاع الحكومي وبإنتاجية متواضعة». وقال إن البطالة بين الرجال السعوديين وغير السعوديين في المملكة تقدر بحوالى 2.8 في المئة فقط، وتعتبر معقولة، مؤكداً أنه «يجب ألا نكل ولا نمل من محاولة خفض هذا المعدل باستمرار، من خلال إيجاد فرص عمل ذات عائد جيد ونوعية مرتفعة، لأن هذا ما نريده من خلال تأهيل المواطن السعودي حتى تنخفض هذه النسبة». وأدلى الجاسر بهذه التصريحات بعد مشاركته في ورشة عمل أمس في مركز إعداد وتطوير القادة بمعهد الإدارة العامة بالرياض، بالتعاون مع البنك الدولي بعنوان «تطوير كفاءة القطاع الحكومي لمواكبة المتغيرات الاقتصادية»، بمشاركة عدد من القيادات الإدارية ومنسوبي الأجهزة الحكومية. وأشار الوزير إلى أن الاقتصاديين لم يتفقوا على معدل البطالة في المملكة بشكل دقيق، مبيناً أن وزارة الاقتصاد تعتقد بأنه ما دام هناك من يبحث عن عمل فيجب تهيئته وإيجاد فرصة عمل له، حتى يحصل المواطن على العمل الكريم. وأضاف أن الاقتصاد السعودي ينتج فرص عمل «هائلة جداً، ويؤكد ذلك وجود نحو 10 ملايين أجنبي يشاركون معنا في عملية التنمية». وأشار إلى أن «البطالة هي من سنن الله، ولا يوجد مجتمع منذ عصر النبوة إلى الآن إلا وفيه بطالة».