عاد وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر إلى حلبة التصريحات المثيرة، بعد تصريحه أمس بأن البطالة موجودة منذ زمن النبوة، في معرض حديثه عن البطالة في المملكة. ووصف الجاسر في تصريح صحفي عقب افتتاحه ورشة عمل بالرياض أمس معدل البطالة محليا ب"المعتدل"، مبينا أنها من سنن الله وأنها كانت حاضرة منذ عصر النبوة وباختلاف المجتمعات صناعية كانت أو نامية. يذكر أن وزير الاقتصاد كان أطلق تصريحا شهيرا "يناير 2014" أكد خلاله أن 60% من السعوديين يملكون منازل، وهو التصريح الذي وجد انتقادا واسعا في أوساط السعوديين، وعدوه مجافيا للحقيقة.
وصف وزير الاقتصاد والتخطيط الدكتور محمد الجاسر، معدل البطالة في المملكة ب"المعتدل" مقارنة بدول العالم الأخرى، مبينا أن البطالة من سنن الله وأن البشرية ومنذ عصر النبوة وعلى مر العصور وباختلاف المجتمعات صناعية كانت أو نامية لابد للبطالة أن توجد فيها. وأشار الجاسر في تصريحات صحفية عقب افتتاحه أمس لورشة عمل نفذت بالتعاون مع البنك الدولي بعنوان "تطوير كفاءة القطاع الحكومي لمواكبة المتغيرات الاقتصادية، التي تختتم فعالياتها غدا في معهد الإدارة بالرياض، إلى أن معالجة البطالة يجب أن تكون مستمرة خاصة من ناحية إيجاد فرص العمل وتأهيل المواطنين للحصول على تلك الفرص. وحول الإحصائية الأخيرة الصادرة عن مصلحة الإحصاءات العامة التي أوضحت أن عدد العاطلين في المملكة يبلغ نحو 651 ألف عاطل، قال الجاسر: هناك رأي واحد يتفق عليه الاقتصاديون، ونحن في وزارة الاقتصاد نعتقد أنه ما دام هناك من يبحث عن العمل يجب إيجاد فرص للعمل وتهيئته لكي يحصل المواطن السعودي على عمل كريم. وأكد الجاسر بأن المواطنات والمواطنين العاطلين عن العمل، هم أصحاب الحق الأول للحصول على الفرصة العملية، مشيرا إلى أن الاقتصاد السعودي ينتج فرص عمل وصفها ب"الهائلة جدا"، مستدلا بوجود 10 ملايين ضيف من خارج المملكة يشاركون في عملية التنمية. وأوضح الوزير أنه إذا تم أخذ الإحصاءات الدولية للبطالة نجد أنها في المملكة أقل من 6%، والبطالة بين الرجال السعوديين وغير السعوديين تقدر دوليا بأنها حوالي 2.8% فقط، ولذلك يعتقد الجاسر أن نسبة البطالة في المملكة معقولة، مستدركا بالقول: "لكن يجب أن لا نكل ولا نمل من محاولة خفض هذا المعدل باستمرار خاصة بتوفير فرص عمل ذات عائد جيد وأن تكون نوعية، ولا أعتقد أن نحقق القضاء على البطالة كليا، إلا أن الجهود مستمرة من أجل خفض البطالة مستقبلا، وهي ليست عالية". ونوه وزير الاقتصاد و التخطيط بأن الأداء في الجهات الحكومية متصاعد ومستمر في ذلك، معتبرا ذلك بأنه يعكس الخطوات التنموية التي تقوم بها المملكة على مختلف المستويات، مضيفا "اقتصادنا أصبح ضخم وعدد السكان أيضا أصبح ضخم وتطلعات شبابنا أصبحت كبيرة وطموحاتنا أصبحت تزيد مع الوقت ولذلك يجب أن نواكب تلك الطموحات سواء على مستوى المواطن أو على مستوى القيادة ولذلك نتحدث عن اقتصاديات الكفاءة التي سوف تعزز من معدل النمو الاقتصادي لإيجاد فرص العمل ورفع نوعية وكفاءة الخدمات التي تقدم للمواطن". واستعرض الجاسر أبرز القفزات التنموية التي حدثت في مختلف المجالات مقارنة بما كانت عليه في ذلك الحين، بحيث ارتفع العمر المتوقع للمواطن السعودي عند الولادة من 53 سنة 1970 إلى 75 سنة في عام 2013. كما ارتفع معدل معرفة القراءة والكتابة من 31.5% عام 1970 إلى 94.3% عام 2013، بالإضافة إلى ارتفاع عدد أسرة المستشفيات من 9 آلاف سرير عام 1970، إلى 64 ألف سرير عام 2013، ونمت قيمة الصادرات غير النفطية من 5.6 مليارات دولار عام 1999، إلى 54 مليار دولار في عام 2013. وبحسب ما ذكره الجاسر ازدادت أطوال الطرق التي تربط بين المدن من 8 آلاف كيلومتر في عام 1969 إلى ما يزيد عن 64 ألف كيلومتر عام 2013 وقال الجاسر: من أكبر التحديات التي تعيق رفع كفاءة اقتصادنا الوطني تعدد الشرائح المكونة لسوق العمل، والإشارات الخاطئة التي يرسلها للمتعاملين معه، نتيجة لكثافة توظيف السعوديين في القطاعات الحكومية وبإنتاجية متواضعة وسيطرة العمالة الوافدة منخفضة التكلفة والإنتاجية على الأعمال متدنية المحتوى المعرفي التي لا تتطلب مهارات عالية.