منذ سنوات عدة تم تحويل الأراضي الزراعية المحيطة بقرية عين شمس القريبة من محافظة الجموم إلى حظائر للأغنام وشبوك ومخلفات جلبها مربو الماشية.. الحظائر تحيط بالمنطقة من كل جوانبها لتأتي الى المزارع الموسمية القديمة التي كانت تستغل قديما بطريقة مفيدة لأصحابها وللمجتمع حيث مارس الزراع مهنتهم بثقافة زراعية متأصلة ولكن الحظائر جاءت على الأخضر وتركت اليابس وخسرت المزارع منتوجها. تاريخ العين يقول بدر اللحياني الباحث في تاريخ وادي فاطمة وقراها إن حظائر الأغنام والشبوك هذه تقع ضمن مزارع عين شمس ويعود تاريخ هذه الحقول والمزارع إلى مطلع العصر العثماني وكانت عامرة في حدود العام 930ه وفق ما أثبته ابن فهد الهاشمي صاحب كتاب حسن القرى والمتوفى عام 954ه. وهذه المزارع كما يقول الباحث اللحياني ظلت تمد مكةالمكرمة بنتاج جيد خلال عدة قرون مضت من الحبوب الموسمية والدائمة ومختلف المحاصيل مثل الذرة والدخن ومن القرعيات البطيخ بأنواعه والقرع الأخضر والخيار والقثاء، ومن الخضروات أيضا الفاصوليا وبعض الورقيات. مشيرا إلى أن المزارعين القدماء تمكنوا من تثبيت نظام صرفي يضمن استغلال كل مياه الأمطار وما تزال بقاياه قائمة إلى اليوم ويعد ضمن الأنظمة الإروائية القديمة بعين شمس ويعد متطورا جدا. 150 حظيرة الباحث اللحياني يضيف قائلا: ظل المزارعون يستخدمون التقنية المطرية إلى العصر الحاضر وفق المتاح من المياه ونقلت هذه التقنية عبر الأجيال وأمكن توثيق بعض الثقافة الزراعية، مشيرا إلى أن هناك نحو 150 حظيرة أو أكثر تحيط بعين شمس من جميع الجوانب وتحتل المزارع وهذه تشكل خطورة شديدة على القرية من خلال الملوثات الصلبة أو الرطبة والتي تجلب معها النمل الأبيض والديدان وبعض القوارض الضارة والباعوض، كما تهيئ مكانا ملائما لأمراض الكورونا والإلتهاب الكبدي بفعل الحليب غير المغلي علاوة على فقد بقع زراعية ممتازة وخصبة للغاية وخسارة مخزون استراتيجي مستقبلي للزراعة الموسمية خاصة حين تتسرب الملوثات داخل التربة وهو ما يحدث حاليا. مخاطر على الإنسان من جهته يقول الدكتور فهد بن عبدالكريم تركستاني أستاذ الكيمياء المشارك في جامعة أم القرى نائب رئيس لجنة المسؤولية الاجتماعية والبيئة بالاتحاد العربي السعودي إن حظائر الأغنام العشوائية التي تتواجد في داخل الأحياء لها أضرار بيئية كبيره على سكان الحي والبيئة المحيطة بها، والمخاطر تتمثل في عدم وجود اشتراطات وعدم وجود الخبرة الكافية لأصحابها؛ فقد تجد أن من يقوم بمتابعة الحظائر أو بتربية هذه المواشي إما حارس أو سائق أو عامل أو حتى صاحب الحوش وليس لدية الخبرة الكافية في كيفية التعامل الصحي مع المواشي، فضلا عن مخاطر ترك المخلفات أو الحيوانات النافقة خارج الأحواش ما يتسبب في انبعاث روائح كريهة وينتج عن ذلك تكاثر البكتريا والفطريات ما يشكل بؤرا للأوبئة والأمراض، كما أن عدم خبرة من يقوم بتغذية المواشي يقوده الى تغذيتها بأعلاف ملوثة أو طعام غير صحي يتضرر منه الإنسان بطريقه غير مباشرة لأنه سيتغذى على لحم الأغنام الملوث. مشيرا إلى أن الذبح العشوائي خارج المذابح المرخصة يتسبب أيضا في توالد الحشرات والميكروبات.