أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ، أن الدعوة تكون في بلاد السنة والتوحيد موجهة للمسلمين على اختلاف أنواعهم وقد تكون موجهة للكافر، ولغير المسلم، ولغير المؤمن أو في أي مكان في الأرض، لأن هذه في الحقيقة من أعظم الواجبات الشرعية التي يجب على الأمة أن تقوم بها فرض كفاية، مشدداً على أهمية أن يكون الداعية نقي اللسان، طيب القول والفعل، والسيرة مع الناس وأن يحرص على إصلاح ذات البين. وقال آل الشيخ لدى لقائه أمس بالدعاة المشاركين في أعمال الدورة السابعة للدعاة الجدد الرسميين في الوزارة، ودعاة بعض القطاعات الأخرى التي تتواصل حالياً في الرياض، إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، والوعظ، والإرشاد هي مما أمر الله به الرسل، أمرهم بالموعظة وأمرهم بالإرشاد إرشاد العباد وأمرهم بهداية الناس، وأمرهم بدعوة الناس، فالرسل عليهم صلوات الله وسلامه أجمعوا على أربع مسائل هي المذكورة في أول سورة «هود» ومتفرقة أيضا في غيرها من السور، والداعية هو وارث الأنبياء، الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر، والداعية على سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وعلى نهجه وصراطه وسبيله قال تعالى «قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني». وأضاف «قد تكون الدعوة لكافر وقد تكون لمسلم مطيع مستقيم سابق للخيرات ومعنى الدعوة في حقه هو تثبيته على الصراط، والشد على قلبه أن لا يلتفت إلى شيء مما يصرفه عن الطريق إلى الله تعالى، وقد تكون أيضاً إلى من هو دونه ممن ظلم نفسه من المؤمنين فيكون ذلك في كل أحد بحسب حاله، وبهذا التفصيل يتبين غلط كثير ممن يكتبون اليوم في بعض الصحف ووسائل الإعلام ممن يقولون إن الدعوة إلى الله لا مجال لها في المملكة لأن الجميع مسلمون والدعوة تكون لكافر، وهذا ليس بصحيح بل الدعوة متجزئة، متقسمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من اتبعه) ، وقال عليه الصلاة والسلام :(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة). ومضى آل الشيخ بالقول: «الدعوة تكون في بلاد السنة والتوحيد وتكون موجهة للمسلمين على اختلاف أنواعهم وقد تكون موجهة للكافر، ولغير المسلم، ولغير المؤمن أو في أي مكان في الأرض، وهذه في الحقيقة من أعظم الواجبات الشرعية التي يجب على الأمة أن تقوم بها فرض كفاية وهي في الأصل منوطة بالرسل وأتباع الرسل ممن علموا عن الرسل، ثم تناط لكل من علم شيئا من أمر دينه بدليله، أو بتقليده لحجة في الدين من أهل العلم». وشدد على وجوب أن يكون الداعية إلى الله، حسن الاطلاع والمعرفة بأحوال زمانه، وواقع الناس لأنه على ذلك تترتب أولويات دعوته، مستعرضا بعضاً من صفات الداعية وفي مقدمتها الإخلاص، والعلم، والصدق وأهمية توطين النفس على ذلك، مضيفاً «يجب أن يكون الداعية نقي اللسان، وطيبا في قوله، وفي فعله ، وسيرته مع الناس يجب أن تكون طيبة، وأن يحرص على إصلاح ذات البين».