حذرت أخصائية طب أسرة مركز صحي القديح الدكتورة نزيهة علي المزين من الآثار السلبية للأجهزة اللوحية على المستخدم، مشيرة إلى أنها تسبب الخمول وقلة الحركة مما يسبب السمنة، مؤكدة أن الاستخدام الطويل مع كثرة ثني المعصم يسبب ضغطا على العصب في اليد والتهابا في أوتار العضلات. وذكرت الدكتورة المزين في محاضرة بعنوان «الآثار السلبية للأجهزة اللوحية «أن الوضع الخاطئ المتكرر يسبب شدا وآلاما في الرقبة والظهر، بالإضافة إلى التأثير على العين (متلازمة الكمبيوتر العينية computer eye syndrome) حيث يصاب الشحص باحمرار وألم، تشوش رؤية، رؤية مزدوجة، جفاف العين، فضلا عن اضطراب دورة النوم واليقظة في الجسم. وقالت المزين: «إن الأجهزة اللوحية منذ ظهورها عام 2010م نالت إقبالا جماهيريا كبيرا في أرجاء العالم وتزايدت مبيعاتها عن الكمبيوترات التقليدية وغزت البيوت وبات منظر الأطفال يلعبون بها والكبار يستخدمونها للعمل واللهو في كل مكان أمرا مألوفا.. متساءلة هل يخلو استخدامها من محاذير صحية وهل هناك قواعد سلامة تحكم استعمالها؟. وأشارت إلى أن الدراسات التي تتناول آثار هذه الأجهزة اللوحية قليلة، بيد أن هناك أوجه شبه بينها وبين استخدام التلفاز والكمبيوتر بنوعيه المكتبي والمحمول والتي أشبعت بحثا، مؤكدة أنها ستركز على استخدام الأجهزة اللوحية كأجهزة لها نمط تشغل متميز عن غيرها. وعرفت الأجهزة اللوحية بأنها عبارة عن أجهزة كمبيوتر خفيفة الوزن سهلة الحمل وتوجد منها أصناف متعددة في الأسواق وكان أول ظهور لها عام 2010م عندما أطلقت «ابل» أول جهاز لوحي ناجج، ثم توالت أنواع أخرى من شركات متعددة، مشيرة إلى أنها تستخدم في المجال المهني (فتح البريد الالكتروني، العروض التقديمية، استخدام النت) والمجال التعليمي (المدارس والجامعات، الكتب والتطبيقات العلمية)، والمجال الترفيهي (الالعاب، التواصل الاجتماعي، اليوتيوب). وأفادت أن هذه الأجهزة انتشرت بصورة كبيرة في غضون سنوات قليلة، ففي الولاياتالمتحدة عام 2012 م كان 20% من المنازل تحوي أجهزة لوحية، حيث صعد الرقم إلى 51% في عام 2014م. وأشارت إلى أن للأجهزة اللوحية آثارا عصبية منها حدوث صداع، فضلا عن إثارة نوبات الصرع للذين لديهم استعداد لذلك، وكذلك صعوبة التركيز (التعود على النمط السريع)، فيما يمكن تلخيص آثار هذه الأجهزة من الناحية النفسية من خلال ضعف التواصل الأسري والاجتماعي، وإدمان الأجهزة اللوحية (مفهوم جديد): التهيج والعدوانية عند سحب الجهاز، والمساعدة على إدمان الانترنت، و كذلك زيادة في التوتر عند المستخدمين لفترات طويلة. بالنسبة للاثار السلبية على الأطفال، فقد أشارت دراسة في الولاياتالمتحدة إلى أن 40% من الأطفال أقل من عامين و 75% من الأطفال دون الثامنة يستخدمون الأجهزة اللوحية، فيما نبهت الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن من هم دون سن الثانية يجب عدم استخدامهم للشاشات المتنقلة، لافتة إلى أن طول استخدام الأجهزة اللوحية يؤدي إلى عدم تطور العضلات الصغيرة لليد والتي هي ضرورية في الكتابة والرسم، فضلا عن تأخر في التطور الحركي بسبب سوء التنسيق بين العضلات، و فقدان مهارات التواصل الاجتماعي، والتخوف من تكوين علاقات اجتماعية، مبينة أن الدراسات السابقة التي تناولت التلفاز وجدت أن طول فترات المشاهدة في الطفولة المبكرة تؤدي إلى صعوبة في التركيز لاحقا قد تنطبق على الأجهزة اللوحية. وتناولت الوقاية من الاثار السلبية، من خلال الجلوس مستندا عند الاستخدام، و تجنب الوضع الذي يضطرك لثني رقبتك ورأسك لفترات طويلة، وإذا شعرت بتنميل توقف وابحث عن وضع أكثر ملاءمة، ويفضل أن تكون الشاشة في وضع أفقي لتجنب إصابات اليد، وعدم الاستمرار لاكثر من 10 دقائق متواصلة، فضلا عن وضع الجهاز بحيث يقل انعكاس الضوء على الشاشة واضبط وضوح الصورة وحجمها وإضاءة الشاشة بحيث لا تؤذي العين..