حذرت باحثة سعودية من الألعاب والبرامج الإلكترونية التي انتشرت أخيرا وبكثرة على الأجهزة الذكية، وتحرص الأسر على تحميلها لأطفالهم للترفيه عنهم. وبحسب صحيفة "الاقتصادية" السعودية فقد قالت رانيا الشريف باحثة في مجال الإعلام ومدربة معتمدة في التقنية والمعلومات، إن هذه الألعاب تعد أكثر خطراً من أفلام العنف التلفزيونية أو السينمائية؛ لأنها تتصف ب "التفاعلية" بينها وبين الطفل، وتتطلب من الطفل أن يتقمص الشخصية العدوانية ليلعبها ويمارسها، مؤكدة ظهور حالات إدمان مفرط ل"الألعاب الإلكترونية" لدى بعض الأطفال والمراهقين، ما اضطر بعض الدول إلى تحديد سن الأشخاص الذين يسمح لهم بممارسة هذه الألعاب، فضلا عن مخاطر أخرى مثل فقدان المقدرة على التفكير، والانطوائية والعصبية. وبينت الشريف أن تأثيرات مزمنة يخلفها الاستخدام المتواصل للأجهزة الذكية من قبل الأطفال على وجه الخصوص أثبتتها عدة دراسات، كونها تؤثر بشكل كبير في خلايا الدماغ، ويمكن أن تؤدي إلى أورام سرطانية، مشيرة إلى أن ذلك التأثير لا يصاب به الفرد بين يوم وليلة، بل خلال مدة زمنية تتراوح بين 20-40 عاما من الاستعمال. ووفقا لصحيفة "ألاقتصادية" فقد أبانت الشريف أن الوميض المتقطع بسبب المستويات العالية والمتباينة من الإضاءة في الرسوم المتحركة الموجودة في هذه الألعاب يتسبب في حدوث نوبات من الصرع لدى الأطفال، محذرة من الاستخدام المستمر والمتزايد لألعاب الكمبيوتر الاهتزازية من قبل الأطفال لاحتمال ارتباطه بالإصابة بمرض ارتعاش الأذرع. وقالت الشريف "إن الذين يستخدمون ألعاب الفيديو لفترات طويلة يعانون آلاما مبرحة في الأصابع وعضلات الرسغ، وتتزايد الآلام لدى الأطفال بشكل طردي، إذ تتضاعف مقابل كل ساعة لعب إضافية". وهذا يرتب المزيد من المخاوف حول التأثيرات الصحية المستقبلية للتكنولوجيا الحديثة، حيث أثبتت دراسة قامت بها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن استعمال الهواتف اللوحية يهدد صحة أيدي الأطفال وأصابعهم، فاستخدام هذه الألواح يقلص ويؤخر عملية بناء عضلات اليد لدى الصغار. وأشارت الشريف إلى أن عضلات اليد والأصابع تنمو عادة في السنوات الأولى من خلال حركة اليد أثناء الكتابة والتلوين، لذلك فإن الأطفال الذين يقضون أوقاتا أطول في استخدام اللوحات الرقمية يعانون تأخرا في نمو عضلات أيديهم، فضلا عن ضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي، وضعف في الأعصاب، وخمول وكسل في العضلات، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية. وأكدت أن هناك فروقاً كبيرة بين أجهزة الحاسب العادية سواء المكتبية منها أو المحمولة وغيرها ك«آيباد»، والفرق يكمن في أن أجهزة الحاسب لا تعتمد على الإرسال بين القواعد وأبراج الاتصال والجهاز، لذلك يكون تأثيرها منحصراً على العين واليد نتيجة الضغط المستمر على لوحة المفاتيح، بعكس الأجهزة الذكية المحمولة التي يكون لها تأثير إشعاعي يؤثر في خلايا المخ والأعصاب. وبينت الشريف على هامش ندوة "طفلك أمانة" التي نظمتها المكتبة النسائية في مكتبة الملك عبد العزيز العامة في حي المربع، ضرورة تحديد وقت لاستخدام الأطفال لتلك الأجهزة والمدة التي يجب ألا تتعدى الساعتين في اليوم، مطالبة الأسر بعدم استخدام أطفالهم دون العامين الأجهزة اللوحية على الإطلاق، وإبعادها عن غرفهم. وأشارت إلى أن جميع الدراسات الطبية فيما يتعلق بالنمو الجسدي قالت إن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز ويتصفحون الإنترنت أكثر من نظرائهم يميلون عادة إلى البدانة وقلة الحركة، "مما يؤكد فرضية وجود علاقة عكسية بين زمن المشاهدة والنمو البدني المتوازن للطفل". وشددت الشريف على الأسر السعودية التي تسعد كثيرا باستخدام أطفالهم للتقنية، على توجيههم ومراقبتهم وفلترة الإنترنت من خلال بعض البرامج التي تقوم بحجب المواقع غير اللائقة أو التي تشكل خطورة على الصحة أو المعتقدات أو العلاقات الاجتماعية، وعدم تمكينهم بصفة حرة من استخدام الشبكات الاجتماعية، والنظر بالعينين خارج شاشة الجهاز لمدة خمس دقائق كل 30 دقيقة تقريبًا، وعدم العمل لأكثر من ثلاث ساعات متواصلة لتجنب حدوث التهاب ملتحمة العين.