يعجبني.. بل ويطربني طموح بعض شباب بلادي، وتطلعهم لتقديم الخدمة الأفضل، والعمل الأجمل لدينهم وبلادهم، ومليكهم.. ومن ثم تحقيق طموحاتهم الذاتية تمنحهم المكانة المرموقة بين أندادهم.. وتزيدهم علوا في مجتمعهم. ولقد سررت بالغ السرور عند التقائي بأخي الدكتور مازن سليمان فقيه إثر عودته من دبي بعد أن تفضل الشيخ محمد بن راشد بوضع حجر الأساس للمدينة الطبية التي ستقيمها مؤسسة د. سليمان فقيه في دبي.. وكيف هو سعيد بهذا الإنجاز الذي يعتبره امتدادا لما أنجزه والده رحمة الله عليه من مشاريع طبية توالت بعضها إثر بعض حتى اكتملت المدينة الطبية الشهيرة بجدة. وسعادتي لم تكن فقط لما تم إنجازه.. أو تحدث به وإنما كان مصدر السعادة الروح المتوثبة التي أحسستها في حديث الدكتور مازن وكم هو حريص على تلافي كل ما يتبدى له من قصور في خدمة المرضى أو تقصير الإمكانات التي لا يألو جهدا في توفيرها حال طلب الاستشاريين لها.. بل وحتى سماعه.. أو قراءته لما استجد من معدات طبية مستحدثة. وكما سرني طموحه، فقد تحدث بروح الشغوف للإنجاز الذي خطط له للعيادات الخارجية بالمبنى الأول بمدينة سليمان فقيه الطبية بجدة.. بعدما اكتمل المبنى الجديد لتسع تخصصات شرق المدينة مواقف السيارات الشرقية. همة عالية.. وروح طموح.. وقدرة على العطاء هذا ما استخلصته من حديث الدكتور مازن.. والمناسبة هي أنني دخلت المستشفى يوم كان في دبي.. وبعد عودته مساء الثلاثاء الماضي صبحني في التاسعة صباحا وهو في قمة نشاطه ليطمئن على صحتي وعلى ما تقرر لي من علاج.. سألته: كيف هي الأمور؟ لقد كان والدك يرحمه الله من عادته عندما أدخل المستشفى ويطمئن على صحتي في دورته اليومية يسعدني بالانفراد معه لتناول شتى المواضيع. فقال: وأنا الآخر يسعدني أن أجلس إليك وأستمع منك، وأتحدث إليك فنحن عائلة واحدة. وهنا وجدتني أبثه همسات من الشجن حين شعرت أنه مثقل بما يطمح إليه من أعمال.. وما يتطلع إليه من آمال.. ثم أخذت أحدثه عن الرعاية.. والعناية التي يحتاج إليها المريض هنا.. كل بلاد الدنيا.. وأن المثل الشعبي يقول: (لاقيني ولا تغديني) وفي تقديري كما قلت له أنك أعرف مني بأن معاملة المريض بالرأفة.. والمودة.. وإشعاره أنه مع صديق تمنحه 50% من العلاج. أما الخاتمة.. فقد سبق من سنوات أن كتبت مقالا عن الدكتور سليمان فقيه رحمه الله تعالى، فقال لي الصديق فهد شبكشي: تسديد فاتورة.. وأنا أقول له ولغيره اليوم إنني مع تقديري لما ألقاه من عناية إلا أن الفواتير يتقاضاها المستشفى بنهاية كل شهر حينا عشرة آلاف وأحيانا أكثر من مائة ألف ريال بحسب حالات وعدد المرضى من عائلتي.. ومع هذا فالشكر للمستشفى وأطبائه وإدارته مع تمنياتي لهم بالتوفيق. السطر الأخير: إذا فعلوا فخير الناس فعلا وإن قالوا فأكرمهم مقالا