كان رجلاً ملء السمع والبصر عند قدومه من القاهرة في بداية الستينات الميلادية طبيباً – نطاسياً – له حيوية الشباب الطموح، تقلد مناصب طبية في بداياته العملية ثم افتتح عيادته الخاصة في باب مكة، وكان نجاحاً كبيراً حققه في عمله، يقول زميلنا العزيز علي خالد الغامدي، كان الدكتور سليمان فقيه له مقدرة كبيرة في الفحص على المريض ما أن يمر بيده على – بطن – المريض حتى يصف له الدواء المختصر "اللي هوَّ"، وبجانب ذلك كان له حضوره الاعلامي حيث راح يكتب زاوية طبية يومية في جريدة المدينة في شهر رمضان، كان يعالج فيها الكثير من قضايا الناس المرضية والغذائية.. كانت زاوية في حدود ما يسمى "بالكبسولة"، ولكنها كانت مشبعة بالفائدة. ثم مع منتصف السبعينات الميلادية أسس مستشفاه فأعطاه كل حيويته وطموحه فأصبح وجهة المرضى بذلك الحرص الذي كان عليه في الوصول الى أسس درجة الجودة.. فكان لا يهدأ مروراً على كل الأقسام والمرضى في غرفهم يطمئن على كل شيء. ذات يوم كنت عنده في مكتبه في الدور السابع في المبنى القديم، وكنت في صحبة استاذنا محمد صلاح الدين رحمه الله.. وكانا يتناقشان في احدى القضايا الإسلامية المطروحة أيامها. ففوجئت بإحاطته بتلك – المشكلة – وأنا الذي كنت اعتقد ان ليس لديه قضية إلا مستشفاه المبهر، ومحاولة نجاحه، لكنها شمولية المعرفة التي كان عليها – رحمه الله - . قبل سنوات دخل في دوامة – المرض – التي لم يخرج منها.. الى أن كنت يوماً نتناول – غداءنا – عند شقيقه الأكبر الشيخ عبدالرحمن فقيه "ابقاه الله" في استراحة "النورس" وفوجئت بالدكتور سليمان يدخل علينا على كرسيه يحيط به ممرضوه، عندها بكيت على ذلك الإنسان الممتلئ حيوية ونشاطاً ورغبة مفرحة للحياة، ولكن هذه هي الدنيا. رحم الله ذلك الدكتور النبيل سليمان عبدالقادر فقيه، ودعاؤنا له بمزيد من الرحمة والغفران. "إنا لله وإنا إليه راجعون".