يعرف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - اهتمامه بالشأن الثقافي بصورة عامة وبتاريخ الدولة السعودية على نحو خاص. وفي هذا الإطار صدرت موافقته - رعاه الله - بصفته رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز، على إنشاء كرسي بحثي يحمل اسمه مختص بدراسة تاريخ المدينةالمنورة في الجامعة الإسلامية، حيث دشن - أيده الله - في الرابع والعشرين من ربيع الآخر عام 1432ه «كرسي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ المدينةالمنورة» وذلك في رحاب الجامعة الإسلامية. وجاء إنشاء الكرسي عرفانا من الجامعة بالدور الذي يقوم به الملك سلمان بن عبدالعزيز في تاريخ الدولة السعودية، وانطلاقا من رسالة الجامعة الإسلامية ودارة الملك عبدالعزيز في دعم المكانة العلمية للمملكة وإبراز جهودها في مجال خدمة البحث العلمي والدراسات التخصصية. وتبرز أهمية الكرسي في وقت تشهد فيه المملكة تقدما علميا وإبداعا معرفيا في شتى المجالات الأكاديمية والبحثية، خاصة أن الدراسات التي تناولت تاريخ المدينة بحاجة لمزيد من عناية وتنقيب من قبل الباحثين والمهتمين، وهي خطوة في تاريخ التوثيق العلمي للمنطقة، إذ من خلاله تحفظ الوثائق وتحلل بصفة أكاديمية علمية معتبرة، توحد فيها الجهود لإنتاج عمل مثمر وبناء وفق أطر علمية مدروسة، وتحت إشراف كوكبة من المختصين الأكاديميين والخبراء الباحثين في هذا الجانب. وترتكز رؤية الكرسي على أن يصبح مركزا عالميا متخصصا في مجال البحث العلمي والتوثيق التاريخي للمدينة المنورة، فيما تقوم رسالته على إثراء البحث العلمي بتقديم الأبحاث العلمية والدراسات الوثائقية المتعلقة بتاريخ المدينةالمنورة وتشجيع الباحثين والمهتمين في هذا المجال، مع توفير بيئة مناسبة للتواصل والشراكة المعرفية بين المؤسسات والمراكز العلمية داخل المملكة وخارجها. ويهدف الكرسي لإبراز جهود المملكة في دعم البحث العلمي والدراسات التاريخية المعاصرة، وإيجاد رابطة بحثية متميزة تتفق مع رسالة الكرسي وتساهم في تحقيق رؤيته وتخدم البحث التاريخي للمنطقة، وتوفير قاعدة بحثية شاملة وبعدة لغات عن تاريخ المدينةالمنورة مع مراعاة المستويات العلمية المستهدفة، والتوثيق التاريخي لمعالم وآثار المدينةالمنورة بنقد موضوعي وعلمي هادف، والاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة في تتبع وقائع وأحداث السيرة النبوية الشريفة، وإثراء الساحة العلمية والفكرية من خلال طرح موضوعات حيوية معاصرة وفق معايير علمية متزنة. ويتولى الإشراف العام على الكرسي مدير الجامعة الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، والدكتور إبراهيم بن علي العبيد نائبا للمشرف العام، والدكتور سالم بن عبدالله الخلف أستاذ الكرسي. وأنجز الكرسي خطته الاستراتيجية بصيغتها النهائية بعد تنظيمه لحلقة نقاش شارك فيها نخبة من المختصين وأساتذة التاريخ في عدد من الجامعات السعودية، وبدأ على الفور بتنفيذ أولى أنشطته من خلال عقد العديد من الأنشطة والدورات العلمية والمحاضرات والندوات ومن ضمنها: تنظيم عدة دورات ورحلات علمية عن «المعالم التاريخية للمدينة المنورة» بمشاركة العديد من طلاب الجامعة من مختلف المستويات العلمية، داخل المدينة والمحافظات التابعة لها. كما نظم الكرسي عدة محاضرات علمية، ومنها محاضرة بعنوان «لمحات عن مصادر تاريخ المدينةالمنورة»، ومحاضرة بعنوان «النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة»، ومحاضرة بعنوان «ملامح المجتمع المدني في القرن الهجري الأول». ومن ضمن أنشطته العلمية أقام الكرسي عدة لقاءات علمية لأساتذة متخصصين في التاريخ بمشاركة طلاب الدراسات العليا في قسم التاريخ بالجامعة، ومن ضمن هذه اللقاءات لقاء علمي مع الدكتور عزالدين موسى، والدكتور محمد الطاهر المنصوري.