صدرت موافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز على إنشاء كرسي بحثي يحمل اسم سموه مختصاً بدراسة تاريخ المدينةالمنورة في الجامعة الإسلامية، عرفاناً منها بالدور الذي يقوم به سموه في تاريخ الدولة السعودية، وانطلاقاً من رسالة الجامعة الإسلامية ودارة الملك عبدالعزيز في دعم المكانة العلمية للمملكة العربية السعودية وإبراز جهودها في مجال خدمة البحث العلمي والدراسات التخصصية وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتدشين كرسي " الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات تاريخ المدينةالمنورة" في رحاب الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة وذلك في 24 /4/ 1432ه الموافق 29 /3 /2011م. وتبرز أهمية الكرسي في وقت تشهد فيه المملكة العربية السعودية تقدماً علمياً وإبداعاً معرفياً في شتى المجالات الأكاديمية والبحثية , خاصة وأن الدراسات التي تناولت تاريخ المدينة بحاجة إلى مزيد عناية وتنقيب من قبل الباحثين والمهتمين, وهي خطوة في تاريخ التوثيق العلمي للمنطقة, إذ من خلاله تحفظ الوثائق وتحلل بصفة أكاديمية علمية معتبرة , توحد فيها الجهود لإنتاج عمل مثمر وبنّاء وفق أطر علمية مدروسة , وتحت إشراف كوكبة من المختصين الأكاديميين والخبراء الباحثين في هذا الجانب . وترتكز رؤية الكرسي على أن يصبح الكرسي مركزاً عالمياً متخصصاً في مجال البحث العلمي والتوثيق التاريخي للمدينة المنورة. وتقوم رسالته على إثراء البحث العلمي بتقديم الأبحاث العلمية والدراسات الوثائقية المتعلقة بتاريخ المدينةالمنورة وتشجيع الباحثين والمهتمين في هذا المجال , مع توفير بيئة مناسبة للتواصل والشراكة المعرفية بين المؤسسات والمراكز العلمية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها . ويهدف الكرسي إلى إبراز جهود المملكة العربية السعودية في دعم البحث العلمي والدراسات التاريخية المعاصرة، وإيجاد رابطة بحثية متميزة تتفق مع رسالة الكرسي وتساهم في تحقيق رؤيته وتخدم البحث التاريخي للمنطقة، وتوفير قاعدة بحثية شاملة وبعدة لغات عن تاريخ المدينةالمنورة مع مراعاة المستويات العلمية المستهدفة، والتوثيق التاريخي لمعالم وآثار المدينةالمنورة بنقد موضوعي وعلمي هادف، والاستفادة من الوسائل التقنية الحديثة في تتبع وقائع وأحداث السيرة النبوية الشريفة، إثراء الساحة العلمية والفكرية من خلال طرح موضوعات حيوية معاصرة وفق معايير علمية متزنة، وتتبع الجوانب الحضارية في المدينة عبر التاريخ من خلال استقراء المصادر العلمية وكتب الرحلات المتقدمة، استعراض منجزات المملكة العربية السعودية التطويرية في منطقة المدينةالمنورة، وترجمة الأبحاث والدراسات التاريخية الهامة المتعلقة بتراث المدينة إلى مختلف لغات العالم. ويتولى الإشراف العام على الكرسي معالي مدير الجامعة الإسلامية الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند، والأستاذ الدكتور إبراهيم بن علي العبيد نائباً للمشرف العام، ويتكون مجلس إدارة الكرسي من: الدكتور سالم بن عبدالله الخلف أستاذاً للكرسي، الأستاذ الدكتور محمد بن عبدالهادي الشيباني عضواً، الأستاذ الدكتور عبدالرزاق بن حبيب الحمّامي عضواً، الدكتور عبدالله بن مساعد الزهراني عضواً، الدكتور محمد بن عبدالرحمن الدخيل عضواً، ممثل دارة الملك عبدالعزيز عضواً. وقد أنجز الكرسي خطته الإستراتيجية بصيغتها النهائية بعد تنظيمه لحلقة نقاش شارك فيها نخبة من المختصين وأساتذة التاريخ في عدد من الجامعات السعودية, وبدأ على الفور بتنفيذ أولى أنشطته من خلال عقد العديد من الأنشطة والدورات العلمية والمحاضرات والندوات ومن ضمنها: تنظيم عدة دورات ورحلات علمية عن "المعالم التاريخية للمدينة المنورة" بمشاركة العديد من طلاب الجامعة من مختلف المستويات العلمية، داخل المدينة والمحافظات التابعة لها. كما أقام الكرسي عدة محاضرات علمية، ومنها محاضرة بعنوان "لمحات عن مصادر تاريخ المدينةالمنورة" للأستاذ الدكتور محمد الحبيب الهيلة تناولت المصادر التاريخية للمدينة، ومحاضرة بعنوان "النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة" لفضيلة الشيخ صالح بن عواد المغامسي، ومحاضرة بعنوان "ملامح المجتمع المدني في القرن الهجري الأول" للدكتور محمد بن عبدالهادي الشيباني. ومن ضمن أنشطته العلمية أقام الكرسي عدة لقاءات علمية لأساتذة متخصصين في التاريخ بمشاركة طلاب الدراسات العليا في قسم التاريخ بالجامعة، ومن ضمن هذه اللقاءات لقاء علمياً مع الأستاذ الدكتور عزالدين موسى، والأستاذ الدكتور محمد الطاهر المنصوري، والأستاذ الدكتور سهيل صابان. كما أقام الكرسي ندوة علمية بعنوان: مصادر تاريخ المدينةالمنورة من القرن الأول إلى القرن التاسع الهجري (عرض وتحليل عينات)، بالإضافة الى الندوة الحالية التي يقيمها الكرسي بمحافظة ينبع تحت عنوان "ينبع عبر التاريخ" بمشاركة العديد من المتخصصين في التاريخ.