حمل الفنان التشكيلي أحمد زهير مساء أمس السبت مشاعره الفياضة الحزينة على رحيل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز – يرحمه الله – وقصد بها كورنيش جدة، ليعتلي بحزنه إحدى الأسوار بجوار دوّار النورس، ويشرع في تصوير مشاعره في لوحة عبّرت بصدق عن معاني هذا الرحيل الفاجع الذي رزئت به الأمة العربية والإسلامية قاطبة، إذ بدى خادم الحرمين الشريفين في اللوحة مغادرًا باتجاه ضوء باهر في الأفق البعيد، مديرًا ظهره عن دنيانا الفانية.. ليخط "زهير" بعض كلمات في اللوحة استمهالاً لخطوات هذا الرحيل المر: "وين رايح التفت سلّم علينا... ما روينا من حنانك ومنك ما اكتفينا". وبينما زهير مستغرق في حزنه الخاص وتصوير مشاعر اللوعة في داخله، تقاطر المارة وتجمعوا حوله، في مشهد جسّد حالة حزن جماعي، فانتقلت مشاعر الجميع إلى ريشة الفنان وهي تمر على تضاريس اللوحة بكل ما تحمله من مفردات الحزن العميق.. ومع مرور الوقت زاد عدد المتجمهرين مما عطّل وأوقف حركة السير تمامًا، فلم يكن أمام إدارة المرور من بد عن التدخل لإفساح الطريق أمام حركة السير، مستشعرة مشاعر الحزن، التي استطاع فنان تشكيلي أن يجسدها ويعبر بلوحته عن خلجات كل القلوب التي أدماها رحيل "حكيم العرب".