شهدت اليمن أمس تطورات دراماتيكية بدأت بتقديم خالد محفوظ بحاح استقالته معتذرا للرئيس وللشعب اليمني عن الاستمرار في ظل الأوضاع التي تسيطر على الأجواء اليمنية، وأعقب ذلك تقديم الرئيس عبدربه منصور هادي استقالته إلى رئيس مجلس النواب اليمني، الذي رفض بدوره قبول هذه الاستقالة كما ذكرت مصادر ل «عكاظ». هذه التطورات تضع اليمن في وضع أكثر حرجا، إلا أن كافة المؤشرات تدل على أن الأوضاع لابد وأن تتم على هذا المستوى، إذ من الواضح أن الرئيس اليمني تعرض لضغوط كبيرة لتقديم الاستقالة من قبل الجماعة الحوثية المتمردة، ليفرضوا وضعا غير قانوني من المؤكد أنه سيأخذ اليمن وشعبه إلى وضع كارثي حقيقي قد لا يمكن من العودة إلى الاستقرار والهدوء على المدى القريب، خصوصا وأن مسؤولا حوثيا كبيرا أبدى ترحيبا باستقالة الرئيس هادي. يذكر أن الدستور اليمني ينص في المادة 116 على أنه (في حالة خلو منصب رئيس الجمهورية أو عجزه الدائم عن العمل يتولى مهام الرئاسة مؤقتا نائب الرئيس لمدة لا تزيد عن 60 يوما من تاريخ خلو منصب الرئيس يتم خلالها إجراء انتخابات جديدة للرئيس، وفي حالة خلو منصب رئيس الجمهورية ونائب الرئيس معا، يتولى مهام الرئاسة مؤقتا رئاسة مجلس النواب، وإذا كان مجلس النواب منحلا، حلت الحكومة محل رئاسة مجلس النواب لممارسة مهام الرئاسة مؤقتا ويتم انتخاب رئيس الجمهورية خلال مدة لا تزيد على 60 يوما من تاريخ أول اجتماع لمجلس النواب الجديد). وبعد ساعتين من تقديم الحكومة استقالتها قدم الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي استقالته للبرلمان كما قدم خالد بحاح وعدد من مستشاريه استقالتهم وحكومة الكفاءات أمس وحكومة الكفاءات أمس للرئيس اليمني احتجاجاً على تدخلات الحوثي وتهديداته لهادي بعواقب وخيمة إن لم ينفذها إلى جانب مماطلتهم الوفاء بالتزاماتهم. وأبلغ مصدر رئاسي رفيع مقرب من الرئيس اليمني وفضل عدم ذكر اسمه «عكاظ» أن الرئيس عبد ربه منصور هادي أعرب عن خيبة أمله جراء تصاعد الأوضاع في بلاده واستمرار المجاميع المسلحة بالمماطلة وعدم الالتزام بتعهداتها وانقلابها على سلطة الدولة الشرعية فإنه عزم تقديم استقالته للشعب اليمني، معتذراَ عن الاستمرار في مهمته السياسية. وقال مستشار الرئيس اليمني سلطان العتواني إن الرئيس عبد ربه منصور هادي استدعى مستشاريه ورئيس البرلمان كهيئة ممثلة للشعب ورئيس مجلس الشورى وسلم استقالته لرئيس البرلمان، مؤكداً بأن الرئيس يتعرض لضغوطات كبيرة مورست عليه قبل استقالته إلى جانب احتلال ومحاصرة منزله الخاص من قبل المسلحين ولم يكن أمامه أي خيار سوى تقديم استقالته لرئيس مجلس النواب الذي سيتخذ إجراءاته لتشكيل مجلس قيادة. وأوضح أن الرئيس تلقى أمس قوائم واملاءات خارجة عن إطار الدستور وضغطت لتنفيذها، مبيناً بأن الرئيس تحمل الكثير وكان على أمل لإنجاز الدستور والبدء ببناء أسس الدولة، مبيناً بأن رئيس البرلمان رفض البت في استقالة هادي ووعد الرئيس عبد ربه منصور هادي بدعوة البرلمان لعقد جلسة طارئة وعرضها على المجلس للبت بقبولها من عدمه، متوقعاَ أن يتم عقد جلسة البرلمان الأحد أو الاثنين القادم، مؤكداً بأن المطالب والإملاءات والقرارات التي يضغط الحوثي لتنفيذها وكذلك طلبات الحوثي هي من فرضت على الرئيس تقديم استقالته، مبيناً بأن الحوثيين أبلغوا الرئيس إن لم يصدر القرارات والتعيينات التي قدمت له من الحوثيين في نشرة اخبار التاسعة في التلفزيون اليمني سيفرضون ما يريدونه بالقوة ولذا قدم استقالته في الثامنة مساء أمس. غير أن وكالات إعلامية نقلت عن مصادر لم تسمها أن رئيس البرلمان يحيى الراعي رفض قبول استقالة الرئيس عبد ربه منصور هادي. في الوقت ذاته سلم رئيس الوزراء اليمني خالد بحاح خطاب استقالة حكومته إلى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي معلناً اعتذاره عن الاستمرار في المهمة.. واعتذر «بحاح» في خطاب وجهه للرئيس عبد ربه منصور هادي والشعب اليمني قائلاً: «إننا في حكومة الكفاءات قبلنا تحمل مسؤولية قيادة اليمن وتنميتها في ظروف صعبة ومعقدة جداً من أجل ان نخدم وطننا ونساهم في إحلال الأمن والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي»، .. مضيفاً: «إلا أننا لم نستطع ان نعطي الشعب والقيادة مؤشرات حقيقية تدل على ما كان يمكن أن نقدمه لهذا الوطن ويظهر بأن الأمور تسير في طريق آخر ولذا فإننا ننأى بأنفسنا ان ننجر الى متاهة السياسة غير البناءة والتي لا تستند إلى قانون أو نظام». وأوضح رئيس الوزراء الذي كلف بتشكيل الحكومة في نوفمبر العام الماضي قائلاً: «اليوم نقدم استقالتنا لرئيس الجمهورية وإلى الشعب اليمني، حتى لا نكون طرفاً في ما يحدث وفيما سيحدث، ولا نتحمل مسؤولية ما يقوم به غيرنا أمام الله وأمام الشعب ونعتذر اليك ايها الشعب اليمني الصابر، ونسأل الله أن يخرج اليمن إلى بر الأمان»، بدوره أوضح المتحدث باسم الحكومة اليمنية رجاح بادي أن قرار استقالة الحكومة لا رجعة فيه. يأتي ذلك في الوقت الذي وصل إلى العاصمة صنعاء مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر والتقى بالأطراف السياسية الموقعة على اتفاقية السلم والشراكة لمناقشة الوضع اليمني. بدورها أعلنت تكتل أحزاب اللقاء المشترك اليمنية رفضها وإدانتها لأعمال القتل والاختطاف والصراعات المسلحة والاستقواء بالسلاح والتهديد باستخدامه لنيل وتحقيق أهداف سياسية وتجاوز القانون، محذرة من الاستمرار بهذه الأعمال التي تؤدي إلى ردود أفعال تمزق الروابط الوطنية وتهدد سلامة ووحدة الكيان الوطني دولة ومجتمعا. وأكدت الأحزاب اليمنية تمسكها بمخرجات الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة الوطنية وملحقه الأمني والعسكري وحل أية قضية خلافية بشأنهما بالحوار وحده، مشددة على ضرورة أن تقوم اللجنة المنصوص عليها في البند (16) من اتفاق السلم والشراكة الوطنية بتحديد ما تم إنجازه وما لم يتم والمسؤول عن عدم الإنجاز ووضع جدول زمني متكامل لما يجب إنجازه. وداعية إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب يشارك فيها إلى جانب مؤسسات الدولة كافة الاطراف والمكونات السياسية والمجتمعية على أن تتولى أجهزة الدولة تلك المهمة وفقاً للاستراتيجية وبما يحقق توفير الأمن والاستقرار في البلاد وحماية سيادتها واستقلالها. وفيما يلي تنشر عكاظ نص استقالات الرئيس هادي وبحاح: