عبر الأمين العام لمنظمة أوبك عبدالله البدري، أمس، عن ثقته في أن أسعار النفط ستتعافى قريبا، بعدما نزلت أكثر من 50 في المئة منذ يونيو الماضي، ودافع عن قرار المنظمة في نوفمبر عدم خفض الإنتاج. وقال البدري: «لو أن المنظمة كانت قد خفضت الإنتاج لاضطرت إلى الخفض مرارا بعد ذلك؛ لأن الدول غير الأعضاء كانت ستزيد الإنتاج، وهو ما سيؤدي إلى فقدان أوبك لحصة بالسوق». وأضاف في كلمة له خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس بسويسرا: «الجميع يقولون لنا خفضوا الإنتاج، هل ننتج بتكلفة أعلى أم بتكلفة أقل؟ فلننتج النفط الأقل تكلفة أولا ثم بعد ذلك الأعلى تكلفة»، وتابع «الأسعار ستتعافى، شهدت هذا ثلاث أو أربع مرات في حياتي، وسنعود للوضع الطبيعي قريبا جدا»، ومضى البدري يقول: إن سياسة الإنتاج التي تنتهجها أوبك ليست موجهة ضد روسيا أو إيران أو الولاياتالمتحدة. وقال البدري، قرار المنظمة الابقاء على مستوى انتاجها من النفط دون تغيير رغم تراجع الاسعار، هو قرار اقتصادي بحت وغير موجه ضد أي بلد بعينه. وأضاف البدري، إنتاج الدول غير الأعضاء في أوبك يتم بكلفة مهمة ورفعوا هذا الانتاج لأن الأسعار كانت عالية، وتابع إن ما نقوله هو أنه انطلاقا من أننا (دول أوبك) لم نزد انتاجنا في السنوات العشر الاخيرة، وإذا خفضناه اليوم فسيكون علينا خفضه في يونيو وديسمبر وفي 2016، وسيكون علينا خفضه في كل مرة لضمان سعر السقف للبلدان غير الأعضاء في أوبك، وهذا لا ينطوي على كثير من المنطق. يأتي ذلك فيما، بدأ نحو 2500 مسؤول اقتصادي وسياسي أمس في دافوس أربعة أيام من النقاشات حول مستقبل العالم، في ظل التهديدات الإرهابية لأوروبا، والتوتر في أوكرانيا والشكوك التي تلقي بثقلها على اقتصاد عالمي متباطئ. جاء افتتاح المنتدى بعد أيام على الاعتداءات التي تعرضت لها فرنسا وحملات التوقيفات التي قامت بها وحدات مكافحة الإرهاب في مختلف أنحاء أوروبا. وقال منظم المنتدى كلاوس شواب عند افتتاح النقاشات «نحن هنا من أجل إظهار تعاطفنا. إن عنوان هذا اللقاء سيكون المشاركة والاهتمام» . ويلتقي أقوى رجال ونساء العالم في منتجع دافوس الذي تحول إلى قلعة محصنة، ومحور النقاشات الرئيسي هو الاقتصاد. فقد خفض صندوق النقد الدولي الثلاثاء ب 0.3 نقاط توقعاته للنمو العالمي في 2015 (+3.15%) وفي 2016 (+3.7%)، فيما يسجل الاقتصاد الصيني تباطؤا ويسود الارتياب منطقة اليورو، ولا سيما بسبب الانتخابات اليونانية المرتقبة الأحد، والتي يمكن أن تشهد فوز حزب سيريزا المناهض لسياسات التقشف. وسيحضر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أيضا وكذلك حكام المصارف المركزية ورؤساء أكبر المجموعات في العالم من أجل توسيع شبكة علاقاتهم وبحث الشؤون الاقتصادية. وشق الطاقة يرتقب أن يتمحور حول أسعار النفط المنخفضة جدا ما يطرح مشكلة للدول المنتجة. لكن «الأثر كان إيجابيا بشكل طفيف على الاقتصاد العالمي»، بسحب ما قال الخبير الاقتصادي في مؤسسة «آي اتش اس» ناريمان بهرافش ردا على أسئلة وكالة فرانس برس. وأضاف أن موضوعي «الإرهاب والجيوسياسة سيطغيان على لقاء هذه السنة. والاثنان يشكلان تهديدات جدية للاستقرار السياسي في أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا». وتابع «هذه السنة ستسعى الوفود للحصول على تطمينات حيال موضوعين: أولهما أن الحكومات الوطنية ستتخذ التحركات اللازمة للحد من مخاطر الإرهاب، وثانيهما التأكد من أن جهودا كافية تبذل للحفاظ على نمو الاقتصاد العالمي». ويشارك الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) عبدالله البدري في جلسة النقاش.