يشكل الفكر الإرهابي الضال أخطر أنواع الإرهاب متفوقا على الإرهاب المسلح كونه يعد العمل الأساسي في عمليات التجنيد والتغرير بالشباب، حيث تعتمد التنظيمات الإرهابية بالعمل بشكل مزدوج عبر الاستقطاب والتغرير بالشباب عبر تكثيف الأكاذيب وتزييف الحقائق لهم لإقناعهم بمنهجهم الإرهابي. وفي المقابل يعملون على منعهم من الاطلاع على الوسائل الإعلامية وأحاديث علماء الدين لعدم التأثير عليهم ومعرفة حقائق الفكر الضال الذي لا يمت للدين الإسلامي الحنيف بأي صلة. «عكاظ» تورد هنا أبرز القصص التي تكشفت لها خلال حضورها على مدى السنوات الست الماضية جلسات محاكمة الخلايا الإرهابية والمنتمين لها في المحكمة الجزائية المتخصصة، ورصدت من يغرر بأقاربهم وتجنيدهم لخدمة أهداف ومصالح التنظيمات الإرهابية داخل المملكة وخارجها. من أبشع الصور التي ظهر فيها الفكر الضال وغاب عنها الوازع الديني والضمير الإنساني، قيام إحدى الإرهابيات بتحريض ابنيها للقيام بعملية انتحارية ضد مبنى وزارة الداخلية، وقادها انعدام إلمامها بالأمور الدينية بتبرير ذلك بأنها ترى ذلك من باب نصرة دين الله، وقادها فكرها الضال وعدم أمانتها وفساد رعايتها لمن تعول لعزمها واستعدادها لتهريب وإرسال ابنتها القاصر ذات الاثني عشر عاماً إلى أفغانستان لتسليمها لأحد العناصر الإرهابية هناك ليتزوجها حسب تصورها الفاسد كونه على نفس مذهبها العقدي وقامت بالتواصل معه بالبريد الإلكتروني والاتصال الهاتفي من أجل اتمام ذلك الزواج. الإرهابية أروى البغدادي وفي واقعة اخرى تمكنت الإرهابية أروى البغدادي (29 عاما) التي تحمل الشهادة الجامعية والمتهمة ب12 جريمة إرهابية، مستغلة فترة محاكمتها مطلقة السراح، من الفرار إلى اليمن والانضمام لتنظيم القاعدة الإرهابي هناك، واستغلالها الأطفال الذين تبنتهم أسرتها من احد مراكز الأيتام من أجل تجنيدهم في الاعمال الارهابية بعرضها عليهم أفلاماً قتالية تحرض على القتال، وتجاوز خطر فكرها الارهابي بتحريضها لشقيقها على مشاهدة الأفلام القتالية والعمليات العسكرية بالعراق تمهيدا لاستغلاله في خدمة التنظيم الارهابي. إرهاب امرأة يمنية ومن القضايا الارهابية التي وقفت «عكاظ» عليها عبر حضورها جلسات محاكمة هؤلاء الارهابيين، قيام امرأة يمنية بخروجها مع زوجها الموقوف في قضية أمنية وامرأة تدعى (أم أنس) مع ابنها وشخصين الى منطقة برية خارج محافظة جدة، وقيام زوجها والأشخاص الذين معه بالتدرب على إطلاق النار بالذخيرة الحية بسلاح من نوع رشاش كلاشنكوف، وتدربها على الرمي من خلال إطلاقها النار بالذخيرة الحية بسلاح من نوع مسدس وتسترها على زوجها والأشخاص والمرأة المرافقين لهما وعلى ما دار في تلك الرحلة. وفي قضية أخرى تمس الأمن الوطني قامت امرأة سورية حاصلة على الجنسية السعودية كون زوجها سعوديا «موقوف في قضية إرهابية»، بقيادة تجمع نسائي وحملن لافتات وشعارات أمام مبنى هيئة حقوق الإنسان، وقامت بالتواصل مع احدى المنظمات الأجنبية في الخارج، وتوريط شقيقها الذي يحمل الجنسية السورية والمقيم في المملكة بطريقة غير نظامية وإقناعه بإيصالها مع نساء أخريات إلى ذلك التجمع النسائي مع علمه بأن التظاهرات مخالفة لأنظمة المملكة. مصفاة بقيق النفطية وفي صورة أخرى من صور الفكر الإرهابي،قيام إرهابي مدان بتورطه في حادثة استهداف مصفاة بقيق النفطية والذي يقضي محكوميته حاليا داخل السجن، بالتغرير وتجنيد زوج أخته للقيام بعملية انتحارية تستهدف مصفاة بقيق النفطية والتأثير على شقيقته (زوجة الأخير) بفكر ومنهج تنظيم القاعدة الإرهابي، ونتج عن ذلك قيام شقيقته بإرسال رسالة من بريده الالكتروني إلى بريد موقع إرهابي تتضمن رغبتها وزوجها في الانضمام للتنظيم الإرهابي واستعدادهما القيام بعمليات إرهابية، فيما ادين في قضية أخرى زعيم خلية إرهابية مكونة من 36 إرهابيا بجمعه تبرعات للتنظيم الإرهابي باستخدام وثائق أيتام وأرامل للتدليس على المتبرعين وإيهامهم بأن تبرعاتهم لصالح المحتاجين. ومن أبشع الصور التي حاول التنظيم الإرهابي استغلالها، قيام خلية إرهابية مكونة من 71 إرهابيا بالتخطيط لتوظيف العناصر الإرهابية للقيام بأعمال اغتيال لأقاربهم العاملين في السلك العسكري. مركز دولي لمكافحة الإرهاب برز دور المملكة في التصدي للإرهاب على مختلف الصعد محليا وإقليميا ودوليا قولا وعملا، حيث دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى إنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب يكون العاملون فيه من المتخصصين في هذا المجال الهدف منه تبادل المعلومات بشكل فوري يتفق مع سرعة الأحداث وتجنبها قبل وقوعها. وقدم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في نيويورك بتاريخ 17 شوال 1435ه تبرعا ماليا بمبلغ 100 مليون دولار دعما منه للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب. وقام بتسليم الشيك للأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون بمقر الأممالمتحدة في نيويورك سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل بن أحمد الجبير بحضور مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأممالمتحدة عبدالله بن يحيى المعلمي. وتعد المملكة من أوائل الدول التي أكدت هذا التوجه في جميع المناسبات برفضها الشديد وإدانتها للإرهاب بجميع أشكاله وصوره، وشجبها للأعمال الشريرة التي تتنافى مع مبادئ وسماحة وأحكام الدين الإسلامي التي تحرم قتل الأبرياء وتنبذ كل أشكال العنف والإرهاب وتدعو إلى حماية حقوق الإنسان. ووقفت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، موقفا حازما وصارما ضد الإرهاب بكل أشكاله وصوره على الصعيدين المحلي والدولي.