سطر مطار الملك عبدالله الإقليمي بجازان ملحمة وطنية رسم معالمها مسؤولو وأعيان المنطقة وهم يستقبلون الرائد طارق عبداللطيف علاقي أحد منسوبي قوة الطوارئ الخاصة، بعد تلقيه العلاج بمستشفى قوى الأمن بالرياض نتيجة إصابته أثناء مداهمة قوات الأمن لأوكار المجرمين ببلدة العوامية والتي نتج عنها مقتل أربعة إرهابيين. وكان في مقدمة مستقبلي علاقي مدير شرطة منطقة جازان اللواء ناصر الدويسي، ومدير مرور المنطقة العميد عبدالله القثامي، وقائد قوة الطوارئ الخاصة بالمنطقة العقيد عامر آل عامر، ومدير مطار جازان بالنيابة يحيى غروي، وعدد كبير من القيادات الأمنية المختلفة والضباط والأفراد وجمع من أسرته. وتخلل الاستقبال حفل خطابي مصغر بدأه العقيد عامر آل عامر بكلمة أشاد فيها بالدور البطولي للرائد طارق ووصفه بالمثال لرجل الأمن المخلص الغيور المضحي بحياته من أجل أمن وطنه، وقال: «أنت فخر كل العسكريين». وأردف اللواء ناصر الدويسي: «أنت مثال لرجل الأمن الحريص على أمن وطنه وما قدمته نابع من رجل مخلص لوطنه». من جانبه بين والده عبداللطيف علاقي المستشار التعليمي بالإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة جازان: «ابني ليس بطلا بل حامٍ لوطنه ومخلص لمليكه، ومهما عمل وضحى فذلك قليل في حق الوطن الذي قدم له الكثير والكثير، ولن نوفيه لا أنا ولا ابني ولا حتى أسرتي فالوطن فوق الجميع وترابه غال علينا». وأضاف الرائد طارق: «سعدت جدا بأن سالت دمائي على تراب الوطن حبا وتضحية له، وكلنا فداء له وسأبقى جنديا حتى وأنا على فراش الموت». وكانت أول مهام الرائد علاقي عند وصوله مطار جازان التوجه لمنزل جدته مجيدة راجح والتي تلزم السرير إثر مرض ألم بها، حيث استقوت على نفسها والدموع تنساب على وجنتيها حينما رأت طارق يقف بجوارها في منزلها بحي الروضة بمدينة جازان، لتجهش بالبكاء مع دعائها له أن يسلمه الله ويلبسه ثوب الصحة والعافية، وقالت مجيدة زوجة جد طارق لأبيه التي ربت والده عبداللطيف بعد وفاة أمه في صغره: «الله ينصرنا على الإرهابيين الظلمة الذين قتلوا الناس بلا وجه حق، وغدروا بالآمنين وأخافوا الناس، فهؤلاء لا يخافون الله واسأله تعالى أن يجعل كيدهم في نحورهم».