نعم لم يجف بعد حبر ما كتبته وما كتبه الزملاء الآخرون.. اجماعا على الامتنان والشكر لتلك التصريحات التي انبرت تدافع عن الاسلام.. وانه بريء من اعمال الارهاب وانه فوق الشبهات.. وقد سبقهم الى إقرار هذه الصفحة الناصعة البياض لسيد الخلق وصفوتهم محمد بن عبدالله رسول الله صلى الله عليه وسلم جهابذة الفكر واساطينه من الفلاسفة والرواد والعباقرة.. ومن قبل ومن بعد وفوق كل ذلك تأتي تزكية الرب عز وجل. نحن نعصمك من الناس.. فما ضره هلوسة المهلوسين. والعرب تقول الكلاب تنبح والقافلة تسير. وقد كشفت وسائط إعلام حقائق مذهلة تؤكد بما لا يدع ادنى مجال للشك بأن المؤامرة اكبر من تدبير الأخوين كواشي.. ونحن هنا لسنا بصدد تبرئتهما وإنما هما مخالب قط لمن سخرهما لهذا العمل الاجرامي.. كل ذلك ولا حول ولا قوة الا بالله إنما يكشف سوءات اعداء الاسلام واعداء البشرية.. فالتصفية الجسدية ليست من اخلاق المسلم الحق.. ولعل عدم دعوة نتنياهو من قبل السلطات الفرنسية الا انه بأسلوب الطفيليين وليخدم نفسه ويلمعها، فرض نفسه عنوة مما حمل الرئيس الفرنسي لدعوة عباس للمشاركة في المظاهرة.. هذه الأساليب الدنيئة والرخيصة والخارجة على الاعراف الدولية والإنسانية.. هي سمة نتنياهو ومن هم على شاكلته وعلى الباغي تدور الدوائر ولو بعد حين. على الصعيد الفرنسي يعاني المسلمون في فرنسا منذ حدوث هذه الحادثة- ومن قبلها- معاناة شديدة، سيما وأن اليمين الفرنسي في فرنسا يحمل من العداء ما يكفيه لتحويل مثل هذه الحادثة إلى ملحمة «مظلومية»، سيكون الخاسر الأول والأخير فيها هم المسلمون، وجدير بالذكر أن الإسلام في فرنسا يمثل ثاني أكبر ديانة بعد المسيحية، فتخيل مدى الفساد الحاصل من وراء هذه الحادثة لو تم توظيفها بشكل سيئ. من ناحية أخرى، فحادثة القتل لم تحدث عقب نشر رسوم مسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم بل كانت هناك شبه هدنة من قبل الجريدة.. فلم تنشر منذ زمن أية إساءات وهو ما يضع أمام هذه الحادثة عدة علامات استفهام وتساؤلات لا إجابة لها.. حتى إن بعض المراقبين تحدثوا عن تخطيط سياسي ومخابراتي دولي للحادثة مستدلين بأدلة مختلفة.. إن مفتاح الحل هو البحث عن المنتفع من الحادثة. عقب هذه الحادثة زاد التعاطف الغربي تجاه رسامي الجريدة المسيئة وفي المقابل بدأت تتشكل صورة ذهنية مشوهة لدى الغربي عن الإسلام والمسلمين أسوأ مما كان في السابق. الشعراوي وحادثة الصحيفة الفرنسية: حول حادثة الصحيفة الفرنسية والرسوم المسيئة التي انتشرت أكثر فأكثر بعد الحادثة عبر الفيس بوك وتويتر والصحف والمجلات. كان قد سئل الشيخ الشعراوي (يرحمه الله) عن رأيه في كتاب أحد المستهزئين بالإسلام الذي كثر عنه الحديث في التسعينيات. فرد قائلا: لم أقرأه ولن أقرأه. فقالوا: كيف وقد كثر الكلام عنه؟! فقرأ عليهم الشعراوي، رحمه الله، قول الله تعالى في سورة النساء: (وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذاً مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا) [النساء : 140]. كفار قريش كانوا يقولون قصائد تذم الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام، ولم تصل لنا هذه القصائد لأن المسلمين لم يتناقلوها ولم يعيروها أي اهتمام فاندثرت. ونحن علينا أن نهمل كل ما يسيء للرسول والاسلام حتى لا نساعد في انتشاره. اعملوا بوصية عمر رضي الله عنه: «أميتوا الباطل بالسكوت عنه، ولا تثرثروا فيه فينتبه الشامتون». والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال تعالى: (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين * إنا كفيناك المستهزئين * الذين يجعلون مع الله إلها آخر فسوف يعلمون * ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون * فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين * واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) [الحجر :94-99] إن كنت محباً لنبيك فانظر مكانك من سنته واتباعها والصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم-. وحسبى الله ونعم الوكيل.