كشف أستاذ طب النساء والولادة بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز بجدة البروفيسور حسن صالح جمال، أن سرطان عنق الرحم ليس مرضا وراثيا بل يسببه فيروس يدعى فيروس الورم الحليمي البشري HPV وله 100 نوع، مبينا أنه يمكن لهذا الفيروس أن يصيب أي رجل أو امرأة في العالم ولا تظهر له أي علامات أو أعراض تدل على الإصابة به وبالتالي فإن العديد من الناس لا يدركون أنهم مصابون بالفيروس، أو قد ينتقل منهم إلى غيرهم. وأشار إلى أن نسبة انتشار الفيروس بين السعوديات 1%، ويرجح أن معظم النساء اللواتي تم تشخيصهن بسرطان عنق الرحم واللواتي تتراوح أعمارهن بين 35-55 عاما، قد تعرضن إلى فيروس HPV في مرحلة عمرية أصغر (أي بين سن 15-24 سنة)، ويتوقع أن الإصابة بهذا الفيروس تحدث بعد عامين أو ثلاثة من بداية النشاط الجنسي مع أشخاص مصابين، ويقدر أن نحو شخص واحد من كل 10 أشخاص في كافة أنحاء العالم مصاب بفيروس HPV (أي 630 مليون شخص تقريبا). ولفت إلى أنه عادة يصيب سرطان عنق الرحم السيدات في الأربعينات من العمر وقد تحدث الإصابة في مراحل مبكرة عن الأربعين، وتعد الإصابة بفيروس HPV هي السبب الرئيسي للإصابة بسرطان عنق الرحم، وتختفي الإصابة بفيروس ال HPV في معظم الأحيان تلقائيا ولكن في بعض الحالات تستمر الإصابة وتنشط الخلايا وتتطور إلى سرطان عنق الرحم، قد يستغرق تطور الإصابة بالسرطان بسبب الفيروس من 10-20 عاما، ويعتبر سرطان عنق الرحم سادس أكثر السرطانات شيوعا بين السيدات في المملكة، وللوقاية من سرطان عنق الرحم يجب مراجعة الطبيب عند ظهور التهابات مهبلية غير طبيعية أو اضطرابات في الدورة أو خروج دم بعد العلاقة الزوجية، مع التأكيد على عمل المسحة الدورية لعنق الرحم. وخلص إلى القول إن هناك تحفظا على تعميم استخدام التطعيم لطالبات المرحلة الثانوية لأننا نفتقر إلى برامج المسح الوقائي لسرطان عنق الرحم والتعرف على مدى الإصابة بالخلايا غير الطبيعية والفيروسات بين المواطنات السعوديات ولا بد أن تكون هناك جدوى صحية ومادية من تعميم هذا التطعيم، ونجد أن الولاياتالمتحدةالأمريكية رغم الارتفاع النسبي لسرطان عنق الرحم فيها لم تعمم هذا التطعيم مع بنات الثانوية لديها، وبعض الدول الغربية لم تعتمد تطعيم الفتيات ضد هذا الفيروس، أما البعض الآخر من الدول الغربية التي اعتمدت على تطبيق هذا القرار فكان بناء على دراسات محلية في تلك الدول ونتائجها حول برامج المسح الطبي للكشف المبكر عن الخلايا غير السليمة في عنق الرحم، ولا يزال هناك جدل دائر في العالم حول جدوى هذا التطعيم وفعاليته على المدى البعيد بل والأضرار المحتملة منه ولذلك تحفظت بعض الدول على تعميمه في مجتمعاتها مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية.