أوصت اللجنة العلمية لأطباء النساء والولادة في الشرق الأوسط وزارات الصحة في الدول العربية ودول مجلس التعاون بسرعة تطعيم طالبات المتوسطة والثانوية ضد فايروس عنق الرحم (الفايروس الحليمي) الذي بات يهدد النساء في المجتمعات العالمية، كإجراء صحي وقائي أسوة بمعظم الدول الأوروبية، وللحد من انتشار الفايروس واكتشاف المزيد من الحالات الجديدة، لافتين ل«عكاظ» إلى أن السجل الوطني للسرطان بين أن سرطان الرحم يحتل المرتبة السادسة عند النساء في المملكة بمعدل 3.4 أي 100 ألف امرأة وقرابة 143 حالة جديدة سنويا. رأى استشاري أمراض النساء والولادة وطب الأجنة وجراحة المناظير والعقم وطفل الأنابيب والأمين العام للجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة وممثل المملكة في اللجنة العلمية لأطباء النساء والولادة في الشرق الأوسط الدكتور هشام عرب أن إدخال التطعيم ضد الفايروس الحليمي (الفايروس المسبب لسرطان عنق الرحم) وسط طالبات مرحلتي المتوسطة والثانوية يمثل أهمية ضرورية لتجنب الإصابة، في ظل تعرض معظم النساء على المستوى العالمي لهذا الفايروس في مرحلة ما بعد الزواج، مبينا أن أهم التوصيات التي خرج بها لقاء اللجنة العلمية لأطباء النساء والولادة في الشرق الأوسط هي دعوة وزارات الصحة في الدول العربية ودول مجلس التعاون بتطعيم طالبات المتوسطة والثانوية، خصوصا أن السن المناسبة للتطعيم هي ما بين 13 26 عاما، فيما اتاحت الأبحاث الجديدة إمكانية التطعيم إلى 46 عاما حتى لوكانت المرأة متزوجة. وأضاف «يحبذ أخذ التطعيم قبل الزواج لأنه يعطي الوقاية على المدى البعيد بعد الزواج، لا سيما أن الفايروس يتطور مع الزمن وهو ما يستدعي الاكتشاف المبكر وبدء العلاج». الدكتور عرب خلص إلى القول إن «معظم الدول العالمية أقرت تطعيم الطالبات ضمن البرنامج الوقائي الذي تطبقه وخصوصا في الدول الأوروبية». فايروس حليمي وفي سياق متصل، تطرق رئيس وحدة طب وجراحة الأورام النسائية في كلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبد العزيز ورئيس المجموعة العلمية لأطباء الأورام النسائية في المملكة الدكتور خالد حسين ولي سيت، إلى جانب ترابط سرطان عنق الرحم بالإصابة بالفايروس الحليمي البشري (HPV الذي يسبب وفاة ما يقارب إلى 350 ألف امرأة من العالم سنويا من إجمالي إصابة 520 ألف امرأة وفقا لإحصائيات المنظمة العالمية للصحة (Who)، موضحا أن «نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم تمثل 1.3 لكل 100 ألف امرأة وقرابة 152 حالة جديدة تكتشف كل سنة، و55 حالة وفاة، ومتوقع الزيادة إلى 309 حالة جديدة و117 حالة وفاة عام 2025م، إذا لم يكن هناك المزيد من الجهود لمحاربة هذا المرض وتوفير سبل الوقاية وضرورة زيادة الوعي عند النساء وحثهن على الفحص السنوي لعنق الرحم من أجل الكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم». وأشار سيت إلى أن السجل الوطني للسرطان بين أن سرطان الرحم يحتل المرتبة السادسة عند النساء في المملكة بمعدل 3.4 أي 100 ألف امرأة وقرابة 143 حالة جديدة سنويا، داعيا النساء اللواتي يعانين من نزيف مهبلي غير طبيعي لسرعة مراجعة أطبائهن أو طبيباتهن للتأكد من سلامة بطانة الرحم. مسحة عنقية وحول مرض سرطان عنق الرحم، أوضح استشاري أمراض النساء ومتخصص في علاج سلس البول وجراحات التجميل النسائية في مدينة الملك عبد العزيز الطبية في الحرس الوطني في جدة الدكتور وائل عواد، أن سرطان عنق الرحم يعتبر من السرطانات القليلة التي يعرف لها سبب واضح، إذ تنتج الإصابة به عن أنواع معينة من فايروس شائع يسمى الورم الحليمي البشري. وأفاد «يمكن لمسحة عنق الرحم الكشف المبكر عن الإصابة واكتشاف الخلايا غير الطبيعية قبل أن تتحول إلى سرطان، ولذلك فهي خطوة ضرورية لكل امرأة خصوصا عندما نعلم أن سرطان عنق الرحم مرض صامت، يفتك بحياة المرأة بلا أي أعراض، لذلك تعتبر مسحة عنق الرحم من الفحوصات البسيطة التي يمكن أن تحمي حياة المرأة بالفعل». وبين أن الهدف من المسحة هو أخذ عينة من الخلايا الموجودة في عنق الرحم للتأكد من عدم وجود تغيرات قد تتحول في المستقبل الى خلايا سرطانية، وبهذه الطريقة يمكن إيقاف المرض حتى قبل أن يبدأ، وفي معظم الأحيان ينصح بإجراء الفحص للنساء اللواتي تراوح أعمارهن ما بين 25 65 عاما وقد يختلف ذلك من دولة إلى أخرى، ففي مجتمعاتنا مثلا لا نبدأ الفحص إلا بعد الزواج، ويتم الفحص عادة مرة واحدة كل سنة أو أكثر، ولكن قد يحتاج الطبيب لإعادة الفحص في حالة وجود التهابات أو تغيرات معينة في الخلايا. ولفت الدكتور عواد إلى أنه من الأفضل إجراء المسحة في منتصف الدورة الشهرية وتجنب العلاقة الزوجية ليوم أو يومين قبل ذلك، قد تلاحظ المرأة نزول بعض قطرات الدم لمدة يوم أو يومين بعد المسحة ويعتبر هذا أمرا طبيعيا لا يستدعي أي قلق أو خوف، مؤكدا أنه من المهم جدا أن تعلم النساء أن وجود تغيرات في الخلايا لا يعني الإصابة بسرطان عنق الرحم، ولكنه يعني الحاجة لإعادة المسحة بعد نحو ستة أشهر، وفي حالات أخرى لإجراء فحص للمهبل بالمنظار. فيروسات متعددة واعتبر استشاري النساء والولادة في مستشفى الثغر في جدة الدكتور محمد يحيى قطان، أن سرطان عنق الرحم سببه فايروس يدعى الفايروس الحليمي البشري، وهو فايروس يسبب أيضا أوراما وإصابات أخرى في جسم الإنسان ويعرض النساء لسرطان عنق الرحم في حالة عدم اكتشافه مبكرا والتعامل معه. وأشار إلى أن التوصية التي خرجت بها اللجنة العلمية لأطباء النساء والولادة في الشرق الأوسط توصية مهمة لوقاية الشابات من هذا الفايروس، أسوة بالدول الأخرى التي وضعت هذا التطعيم من ضمن الأولويات الوقائية في أجندتها الصحية. الدكتور قطان أكد أن اللقاح الموجود لا يعتبر بديلا عن الفحوصات الوقائية، وبالتالي فإن الكشف الدوري ضروري للنساء لرصد أي تغيرات لا سمح الله قد تحدث في الجسم.