أوصت دراسة خليجية عن الضغوط التي يتعرض لها والدا الأطفال التوحديين، بالاهتمام بإعداد برامج تربوية لتدريب الوالدين على أساليب التفاعل مع أبنائهما، لإكسابهما القدرة على مواجهة الضغوط بطرق واضحة وعملية، وتوعيتهما بالضغوط الأسرية التي تواجههما، وبالاستراتيجيات وأساليب المواجهة المناسبة للتغلب على تلك الضغوط، وتنظيم ندوات وورش عمل من قبل العاملين في مجال التربية الخاصة لإبراز أهمية الدعم الاجتماعي لأسر الأطفال التوحديين في مواجهة هذه الضغوط. كما طالبت الدراسة بتصميم برامج التوعية والإرشاد للأسر عامة في كيفية التعامل مع أسر الأطفال التوحديين في المجتمع، بما يساهم في زيادة الدعم الاجتماعي لدى هذه الأسر. وكشفت الدراسة التي أجريت بجامعة الخليج العربي عن أنواع الضغوط التي يتعرض لها والدا الأطفال التوحديين، وبحثت في أساليب مواجهتهما لهذه الضغوط، مبينة أن الضغوط المتعلقة بخصائص الطفل التوحدي أتت في المرتبة الأولى، تليها الضغوط النفسية، فالضغوط المنزلية، ثم الضغوط الاجتماعية، وأخيرا الضغوط المالية. وذكرت الدراسة أن الأساليب التي يتبعها أولياء أمور الأطفال التوحديين لمواجهة المشكلة تبدأ بالتركيز عليها ثم البحث عن الدعم الاجتماعي ويليه التفكير في الرغبات ثم التجنب وأخيرا لوم الذات. وقالت الباحثة فاطمة الشمري إن أولياء أمور الأطفال التوحديين يلجأون للتجنب في حياتهم للتخلص من الضغوط الاجتماعية. لافتة إلى أن مفتاح التخلص من هذه الضغوط يبدأ بالتركيز على المشكلة، ووضع خطة عن الموقف ثم اتباعها، والتعامل مع الضغوط بصورة مرنة والتركيز على الجانب الإيجابي من المشكلة، ومحاولة التوصل لحل مقبول يحقق شيئا إيجابيا من الموقف المرتبط بالمشكلة، والتعامل معه بصورة تدريجية، والتأني أثناء تعاملهم مع مشكلة الطفل. وأوصت الدراسة بضرورة إعداد برنامج إرشادي لأسر والدي الأطفال التوحديين، للتقليل من النواحي السلبية ورفع الحس الايجابي لديهما، مما يساهم في زيادة الخبرات الإيجابية تجاه التوحد لدى هذه الأسر. يذكر أن الدراسة التي حملت عنوان (الضغوط وأساليب مواجهتها لدى والدي الأطفال التوحديين في دولة الكويت)، أعدتها الباحثة فاطمة الشمري ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في التربية الخاصة (تخصص التوحد)، بإشراف أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي الدكتورة مريم الشيراوي، وأستاذ علم النفس والتربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي الدكتور السيد سعد الخميسي. وتكونت عينة الدراسة من 23 أبا و30 أما للأطفال التوحديين بدولة الكويت، تراوحت أعمار أطفالهم بين 6- 12 سنة. وتم استخدام أساليب مقياس الضغوط الأسرية للأطفال التوحديين ومقياس أساليب مواجهة الضغوط. ولم تشر نتائج الدراسة إلى علاقة بين مستوى الضغوط واختلاف عمر الأطفال في عينة الدراسة، مؤكدة أنهم يتساوون في أساليب المواجهة المستخدمة في مواجهة الضغوط.