توصلت دراسة ميدانية حديثة إلى ان 80.5% من أسر التوحديين في مدينة الرياض تجد صعوبة في توفير العناية الطبية (رسوم الفحوصات.. الخ) لأطفالها التوحديين، كما أوصت 89.4% من هذه الأسر أن رسوم الرعاية والتأهيل مكلفة جداً للأسرة، وأن 66.7% من الأسر تواجه صعوبة في الاستمرار بمتابعة العلاج بسبب غلاء الأدوية، و96% منها أقرت بعدم المعرفة بوجود مراكز متخصصة في رعاية الطفل التوحدي، وهذا ما استدعى وجود أسر بنسبة 93% تشتكي من عدم وجود كادر مؤهل (متخصص) للعلاج، مع اعتراف 69.1% من هذه الأسر بعدم توفر المعلومات الكافية لديهم عن أساليب التعامل الجيد مع الطفل لتوحدي، ورغم ذلك فإن 31.7% فقط من هذه الأسر صرحت بأنها بدأت تشعر بالضيق من وجود طفل توحدي فيها. الدراسة أجراها الباحث غانم بن سعد بن محمد الغانم للحصول على درجة الماجستير في الخدمة الاجتماعية تخصص تخطيط اجتماعي بكلية الطب بمدينة الملك فهد الطبية بالرياض، بهدف دراسة المؤشرات التخطيطية لمواجهة مشكلات والديّ الطفل التوحدي من منظور الخدمة الاجتماعية، شملت 123من والدا الأطفال التوحديين. خرجت الدراسة بعدة توصيات هامة كمؤشرات تخطيطية مقترحة، أهمية التوصية بضرورة اهتمام الأمانة العامة للتربية الخاصة ومن خلال عمليات ومراحل التخطيط المستخدمة بكل من عملية المتابعة والتقويم لخطط الرعاية والتأهيل، مع الاستفادة من عائد البرامج التدريبية والتأهيلية التي تقدم من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية المتخصصة في مجال التوحد، كذلك ضرورة اهتمام مراكز التوحد ومن خلال الاستعانة بالاختصاصيين الاجتماعيين في دراسة وتحديد الاحتياجات الفعلية لوالديّ الطفل التوحدي، بالإصافة إلى الاهتمام بتنظيم وإعداد برامج تدريبية للعاملين في مجال التوحد بإشراف فنيين من ذوي الكفاءة والخبرة الطويلة لإمداد المتدربين بالمهارات والخبرات اللازمة لمساعدتهم على أداء عملهم بكفاءة، مع تكثيف البرامج الخاصة بالتوحد لتوعية الأسر على كيفية التعامل مع أطفالهم من خلال وسائل الإعلام، وإيجاد برامج الرعاية المنزلية المساندة (البروتاج) من قبل المراكز المتخصصة الأهلية والحكومية لولديّ الطفل التوحدي. كما أوصت الدراسة بإنشاء مراكز للتوحد في المناطق الرئيسية والعمل على إيجادها وذلك للحاجة الماسة لخدماتها، وتبني برامج الاكتشاف المبكر للحالات خلال السنوات الثلاث الأولى من العمر، وضرورة إيجاد دعم مادي للأسرة التي يوجد لديها طفل توحدي من قبل الجمعيات الخيرية لتقليل الأعباء التي يعاني منها والديّ الطفل التوحدي.