ما زالت المشاريع الصحية التي اعتمدتها وزارة الصحة خلال السنوات الماضية في انتظار التنفيذ، في الوقت الذي يعاني السكان بشكل يومي من تدهور الخدمات الصحية في العديد من المحافظات والقرى والهجر، ناهيك عن معاناة التنقل عبر الطرق وما يشكله ذلك من مخاطر بحثا عن علاج لآلامهم. والغريب في الأمر انتهاء إنجاز عدد من المشاريع إلا أنها ما زالت في انتظار الافتتاح الذي عادة ما يتأخر دون إبداء أسباب منطقية لذلك، فمستشفى النساء والولادة في الطائف لا زال مغلقا رغم الانتهاء منه حيث تدور حوله الروايات ويشوب تنفيذه بعض الخلل وضيق المصاعد التي لا تستوعب الأسرة الطبية ما حال دون دخولها، فيما يعتبره الأهالي جاهزا مع إيقاف التنفيذ رغم سنوات الانتظار التي طالت دون مبرر. ويرى سالم النفيعي أن المشاريع الصحية في الطائف متعددة ولكن المواطن لم يلمس شيئا منها سوى الوعود التي لا ترى النور ولا تجد من يترجمها على أرض الواقع، ولعل مركز القلب والسكري ومستشفى الحوية والصدرية والأطفال من المشاريع التي اعتمدت في السنوات الماضية والتي صدرت الموافقة عليها في وقت سابق ولكنها لا زالت دون تنفيذ في ظل صمت وزارة الصحة دون متابعة الجهات المسؤولة عن هذه المشاريع. واستغرب محمد السبيعي وخالد البقمي عدم الانتهاء من المستشفيات السابقة والتي تم اعتمادها في كل من رنية والخرمة وتربة بعد صدور الموافقة على إنشاء مستشفيات ثلاثة في تلك المحافظات سعة كل منها 200 سرير، فيما يتكبد مواطنوها مشقة السفر عبر الطرقات بحثا عن علاج، ناهيك عن طول مدة الانتظار لحين العرض على العيادة أو الطبيب المختص. ويبدي طلال الربيعي وعبدالمجيد عايد في حديثهما ل«عكاظ» دهشتهما من تعثر مشاريع الطائف، ويتساءلان عمن يقف وراء هذا التأخير رغم الموافقات والاعتمادات وانتهاء البعض منها. ويشاطرهم الرأي خلف العتيبي من سكان شمال الطائف، مطالبا وزارة الصحة بإيقاف التلاعب في وعودها حول مستشفى الحوية والذي ما زال متعثرا منذ سنوات رغم اعتماد الميزانية 200 مليون ريال وهذا سينهي معاناة سكان شمال الطائفوالحوية مع الخدمات الصحية وينهي ذهابهم للمستشفيات المجاورة. ويؤكد سالم الربيعي أن غياب مركز القلب بالطائف والذي وعدت به الوزارة واستبشر الجميع باعتماده فاقم معاناة المرضى وتسبب في ذهابهم للمحافظات والمدن البعيدة دون وجود حلول من الوزارة للمشروعات الصحية المعتمدة والمتعثرة بالطائف، ونطالب وزارة الصحة بإعادة النظر في وضع مركز القلب بالطائف والذي يعد من المراكز الطبية الهامة. وفي الوقت الذي كشفت مصادر «عكاظ» أن هناك مفاوضات لشراء أرض ذات مساحة تتناسب مع اشتراطات إقامة مستشفى الحوية فيها، اعتبر المواطنون أن ذلك يدخل في إطار الوعود الخارجة عن دائرة التنفيذ، مؤكدين أن إنشاء مستشفى الحوية بسعة 200 سرير سيوفر كافة الإمكانات الطبية والصحية المتطورة ويخفف عن الأهالي مشقة السفر للبحث عن العلاج خارج مستشفيات الطائف.