أكد ل(عكاظ) عدد من المثقفات، أن أفضل أسلوب لحماية أبنائنا من خطر الأفكار المضللة هو توعيتهم بأهمية الابتعاد عن الفكر المتطرف وألا ينقادوا وراء الحاقدين العابثين، مشيرات إلى أهمية محاربة الفكر الضال من خلال مراقبة ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي. بداية تقول الكاتبة والإعلامية ميسون أبوبكر: «المثقف هو واجهة المجتمع، نبضه وصوته ومرآته، وضع دور كبير على كاهله، حملته إياه وطنيته ووعيه وكلمته المسموعة لدى المجتمع، فالشاعر في السابق هو مؤرخ القبيلة وإعلاميها، يتصدر مجلس شيخها وجلسائه، والأديب اليوم عليه مسؤولية أكبر في ظل الإرهاب الذي يهدد مجتمعاتنا بطرق مختلفة أشدها بطشا غزو أفكار أبنائنا وشبابنا الذين انساق بعضهم لمغريات الحاقدين الذين ينوون شرا بأمتنا، ويمكن أن يكون للأديب أو الكاتب أو الشاعر تأثيره في حماية أبنائنا من الفكر الإرهابي، وقد لاحظنا انتفاضة كتاب الرأي في صحفنا ومحافل الأدب والشعر تحارب الإرهاب بألوان أدبية مختلفة وقصائد نعت شهداء الوطن وتغريدات انطلقت بالآلاف تلعن الإرهاب». أما عضو نادي مكة الثقافي الأدبي ثريا بيلا، فقد أشارت إلى أن للمثقفين دورا حيويا في مواجهة الإرهاب والتصدي له من خلال كتاباتهم في الصحف اليومية والمجلات وكافة وسائل الاعلام، مؤكدة أهمية تكثيف الوعي العام لدى أفراد المجتمع بخطورة الإرهاب وذلك بنشر سلبيات العمليات الإرهابية ذات النزعة العدوانية القاتلة، وقالت: «إن الإرهاب ينافي تعليمات ديننا الإسلامي الذي يدعو للسلم والسلام ويجرم إزهاق الأرواح بسبب اعتقادات خاطئة لا تمت للإسلام بصلة، ويتحتم على المثقفين إلقاء محاضرات وتنظيم ندوات ولقاءات تدعو لنبذ الإرهاب بكافة أنواعه». وأكدت الأكاديمية الأميرة ليلى بدوي ضرورة مراقبة الأبناء ومحاربة الفكر الضال من خلال المواقع الاجتماعية، وقالت: «هناك تطرف فكري ضال يتصيد ويتربص بأبنائنا، لذا لا بد من مراقبتهم وتوجيههم التوجيه السليم حتى لا يقعوا في متاهات الإرهاب، ولا بد من دعم المجتمع للشباب من خلال توظيفهم وإشراكهم في الأعمال التطوعية واستثمار وقت فراغهم بما يعود عليهم بالفائدة بدلا من أن يكونوا عرضة للمتربصين بأمن وأمان الوطن». وتؤكد الكاتبة الدكتورة سوزان المشهدي أن التطرف الفكري الضال متواجد عبر المواقع الإلكترونية، وقالت: «رسالتي لمحاربة الفكر هي نداء أم تعرف جيدا قيمة الأبناء، وأطالب كل من استسلموا لهذه الشباك غير المشروعة أن يرحموا أمهاتهم وآباءهم بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم، هذه الحروب تحركها أنامل لمصالح شخصية، هؤلاء المقاتلون فريسة، أدعوهم للعودة قبل أن يكتشفوا أنه تم استغلال قلوبهم النقية لتحقيق مصالح يسهل على المتربصين إقناعهم بها والوقوع في شباكهم الغادرة المخالفة للدين وولاة الأمر الذين من واجبنا طاعتهم وعدم الخروج عليهم»، مضيفة: «لا بد من تقوية الوازع الديني لأبنائنا وغرس الدين الصحيح في نفوسهم، قبل أن يلوث العابثون عقولهم بأفكار مضللة»، مطالبة كل من وقع في شباك المتطرفين أن يعود لخدمة وطنه ودينه وأهله.