طالب عدد من الأمهات والأخصائيات أبناء الوطن المتورطين في الخروج عن ولاة الأمر في قتال غير مشروع، بالعودة إلى الوطن، لكيلا يصبحون فريسة لأيد آثمة مغرضة للقضاء عليهم في قتال زائف. كشفت الدكتورة سوزان المشهدي أخصائية اجتماعية أن التطرف الفكري الضال متواجد عبر المواقع الإلكترونية، وقالت «رسالتي هي نداء أم تعرف جيدا قيمة الأبناء، وأطالب كل من استسلموا لهذه الشباك غير المشروعة أن يرحموا أمهاتهم وآباءهم بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم، لا نفهم أصول اللعبة وهذه الحروب التي تحركها أنامل لمصالح شخصية، قد يكون هؤلاء المقاتلون فريسة أدعوهم للعودة قبل أن يكتشفوا أنه تم استغلال قلوبهم النقية لتحقيق مصالح دنيوية شخصية». وفي السياق ذاته، طالبت التربوية الأميرة ليلى بدوي بضرورة مراقبة الأبناء ومحاربة الفكر الضال من خلال المواقع الاجتماعية، وقالت «هناك تطرف فكري ضال يتصيد ويتربص بأبنائنا، لذا لا بد من مراقبة ذلك وتوجيههم التوجيه السليم حتى لا يسهل على المتربصين إقناعهم والوقوع في شباكهم الغادرة المخالفة للدين وولاة الأمر الذين من واجبنا طاعتهم وعدم الخروج عنهم»، مضيفة لا بد من تقوية الوازع الديني لأبنائنا وغرس الدين الصحيح في نفوسهم، قبل أن يتخلل فكرهم العابثون الذين لا يمتون للجهاد بصلة، وأطالب كل من وقع في شباك المتطرفين أن يعود لخدمة وطنه ودينه وأهله. أم عبدالله البسام أحد المتورطين في الخروج عن ولاة الأمور والانضمام إلى فئات ضالة وكتائب وهمية لا تمت للجهاد المشروع بصلة، قالت «أنا مكلومة وولدي لا أعرف له طريقا غادر أرض الوطن دون علمي وعلم والده، أبلغنا أنه مسافر للعمل ولو كنت أعلم بقضية سفرة لأبغلت الجهات الأمنية ومنعته من هذا التطرف الفكري الضال، تاركا زوجته وابنه متأثرين بتغربه»، وأوضحت أم عبدالله أنه لا يوجد تواصل بينها وبينه منذ أكثر من شهرين سوى عبر موقع التواصل الاجتماعي تويتر «ظهر في صفحته لمرة واحدة يسأل فيها عن حالي ويطلب مني السماح، وقال إنه اختار الشهادة عن الحياة الفانية وبعدها بكيت بكاء مريرا، إذ أكد لي أنه لن يعود ولن أراه مرة أخرى». وتقول أم ناصر إنها أصبحت تخشى على أبنائها من تأثيرات بالتعليقات ضمن صفحات الفيس بوك وتغريدات تويتر خاصة أبناءها المراهقين فأنشأت حسابات خاصة لهم لتتابع كل تعليق وتغريد يصلهم على حساباتهم وتنبيههم باستمرار. وتناشد ام ناصر كل من يحمل الفكر الضال ويعتقد انه على الطريق القويم أن يراجع نفسه ويتبع نصائح وتوجيهات ولاة الأمر بالتخلي عن هذه الافكار التي لا تمت إلى الدين بصلة. وتؤكد أم يزن على الأمهات متابعة الأبناء والتشدد عليهم عند ملاحظة أي تغير في سلوكهم أو غياب عن البيت أو تجدد في الأصدقاء وحتى ملازمة الجوال على غير عادتهم، فربما تكون هناك جماعة قد سيطرت عليه مفسدة اما لفكره أو أخلاقه، وأفضل أسلوب لحماية الأبناء هو التقرب منهم فكرا وعاطفة حتى لا يتخلل فراغهم أي فكر إرهابي هادم. وتأمل ام يزن من كل من يحمل الافكار الضالة والهدامة لكيان أمتنا الاسلامية أن يراجع عن فكره سواء خارج البلاد أو داخلها وأن يطيع ولاة الأمر.