كشف نبيل البدير مدير عام التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم ل «عكاظ» أن وزارة التربية والتعليم تعمل على إعداد قواعد تنظيمية لمدارس تحفيظ القرآن الكريم تمهيدا لرفعها لسمو الوزير واعتمادها، مبينا أن الوزارة تسعى إلى أن يجمع طالب التحفيظ بين حفظ كتاب الله والتميز في جميع العلوم الأخرى باستخدام كل التقنيات الحديثة والأسلوب المعرفي، مدافعا عن مدارس تحفيظ القرآن الكريم وجماعات التوعية الإسلامية، نافيا تسببها في نشر الفكر المتشدد أو المتطرف، مؤكدا أن الوسطية ونبذ التطرف والتحزب والعصبية والانفتاح على الآخر هو المنهج السائد فيها. وقد تركز الحوار مع مدير عام التوعية الإسلامية بوزارة التربية والتعليم حول أهم المحاور التالية: أما آن الأوان لتطوير القواعد التنظيمية لمدارس تحفيظ القرآن الكريم؟ نعمل على إعداد قواعد تنظيمية جديدة لمدارس تحفيظ القرآن الكريم كون القواعد التنظيمية الحالية قديمة نوعا ما، ووزارة التربية والتعليم الآن بصدد إعادتها وتعديلها ومراجعتها قانونيا، والقواعد الآن بصدد العرض والنقاش مع مدارس التحفيظ وعرضها على المشرفين ورؤساء الأقسام وبعض الخبراء حتى تكون ناضجة ورفعها في نهاية المطاف إلى سمو وزير التربية والتعليم. استراتيجيات التحفيظ ما هي استراتيجية الوزارة تجاه طلاب وطالبات التحفيظ في المملكة؟ هناك استراتيجيات هامة تتمثل في ماذا نريد من طالب التحفيظ في المستقبل ونبحث حاليا عن استخدام التقنية في تحفيظ القرآن الكريم من خلال كل الوسائل المطروحة، بالإضافة إلى عنصر هام جدا وهو إمكانية استمرار الطالب في مدارس التحفيظ بناء على قدراته ولا ننسى العلوم الأخرى من خلال تنمية معدل الذكاء لأن مدارس التحفيظ شاملة مع التركيز على حفظ كتاب الله وختمه من أجل مواكبة منهج المعرفة وقضايا الإبداع المختلفة والمهارات والبرامج التربوية والمحافظة على أبنائنا من الأفكار المنحرفة. تفريخ المتشددين ما تعليقكم على الاتهامات التي تظهر بين فترة وأخرى من أن مدارس التحفيظ وجماعات التوعية الاسلامية هي من تفرخ المتشددين؟ منهجنا في المملكة منهج الوسطية وهذا ما جعلنا محسودين على هذه النعمة العظيمة وجاء من يستغل أبناءنا بكل الطرق من المساجد والمدارس والجامعات والإنترنت وفي كل مكان، وطالما أننا مستهدفون من هؤلاء الحاقدين يجب أن نتصدى لهذا الأمر بتحصين أبنائنا بالفكر الصحيح والوسطي وتقبل الآخر ولن نسمح لأي أحد أن يسرق عقول أبنائنا في التعليم العام أو العالي أو أي مكان ولا مكان للمتطرفين أو أصحاب الأفكار الضالة بيننا. الوقاية بالتحصين هل هناك قوة خارجية تريد النيل من النشء في المملكة؟ أطالب بعدم رمي الاتهامات على جهة معينة بأنها السبب ومن يرمي التهم على مدارس التحفيظ أو جماعات التوعية الإسلامية لا يوجد ما يؤكد أو ينفي هذه الاتهامات وأرى أن الوقاية بالتحصين أفضل من العلاج بعد وقوع المشكلة علما بأن خريجي التحفيظ يلتحقون بجميع الجامعات ومنهم الإعلاميون والمعلمون والموظفون في الإدارات الحكومية والقطاع الخاص. منهج الوسطية ما رأيك في من يدعون إلى تغذية فكر الطلاب بهذه الأفكار؟ من أهم الأمور التي يجب مراعاتها في المدارس أو الجامعات عدم تربية الأبناء على الانتماءات الحزبية والدينية ويجب التركيز على إنشاء جيل مسلم يكون انتماؤه لدينه ووطنه ومليكه بدون أي انتماءات دينية أو سياسية أو حزبية لأن هذه الأمور سبب الفتنة والفرقة والفساد ونحن نتعبد الله بالعقيدة وليس بالحزب ونحن نسعى إلى أن يكون زملاؤنا بعيدين عن الانتماءات والتصنيفات وأن يكون منهج الوسطية هو السائد كما جاء في الكتاب والسنة ونرى أن التربية على التصنيف تحدث الفرقة وعدم تقبل الآخر وتصل في بعض الحالات إلى نبذ الآخر والتكفير. الأمن الفكري ما هي أهم البرامج والأنشطة في التوعية الإسلامية والمنهج الرئيسي لها؟ التوعية الإسلامية منهجها الوسطية منذ القدم ولدينا برامج حاليا في الوزارة تتمثل في برنامج إثراء المعرفة الشرعية وبرنامج القيم لتعزيز الجوانب الحميدة في الطالب وهناك قيمتان تتعلقان بالأمن الفكري: قيمة حماية الفكر والعقل والجسد وحفظ الوطن، وهناك برنامج كامل عن الأمن الفكري في برامج التوعية الإسلامية تشتمل على الردود على عدد من القضايا التي يثير الناس فيها الشبهات مثل الولاء والبراء والوطنية والتعامل مع ولاة الأمر ووسطية الإسلام والتعامل مع غير المسلمين وهذه البرامج لا تعتمد على التعلم بل على قناعات الطالب من خلال الحوارات وطرح الأسئلة. تقنين حلقات التحفيظ هل هناك تعاون من قبل وزارة التربية والتعليم لتنظيم حلقات التحفيظ في المساجد؟ نبحث عن شراكة في المستقبل بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية في جانب معلمي حلقات التحفيظ في المساجد ودور الحفظ لتكون العملية تنظيمية ومقننة على أيدي مختصين معتمدين وبعيدا عن الاجتهاد. ماذا عن التوسع في مدارس التحفيظ والمكافآت؟ مدارس التحفيظ تمثل 6 بالمائة من نسبة المدارس في المنطقة وكلما زاد عدد المدارس زادت مدارس التحفيظ وبلغ عدد المدارس بالمملكة 2138 مدرسة وعدد الفصول 14388 فصلا وعدد الطلاب 269861 طالبا وطالبة وعدد المعلمين والمعلمات 30657 وفق إدارة المعلومات الإحصائية. وعن المكافآت يحصل طلاب التحفيظ في المدارس على مكافأة شهرية وما زالت مستمرة ليومنا هذا. وأتمنى من الكتاب نقل الصورة الحقيقية عن مدارس التحفيظ بالمملكة وما تقوم به من دور رائد وهام في حفظ كتاب الله والتوسع في العلوم الأخرى ونتقبل النقد الموضوعي لأنه يدلنا على جوانب القصور.